الأول: صحيحة الأخوين التي استدل بها الشيخ (1) والمحقق (2) على مطلبهما، وفي آخرها: " قلنا: أصلحك الله، فأين الكعبان؟ قال: ها هنا - يعني المفصل - دون عظم الساق " (3)، فإن ظاهره أن تفسير المشار إليه وقوله: " دون عظم الساق " من الإمام عليه السلام.
وأجيب عنها تارة: باحتمال المفصل فيها للمفصل الكائن في وسط القدم، لأنه مفصل أيضا، أو لأنه محل الفصل في حد السارق (4)، وأخرى:
باحتمال إرادة ما يقرب منه (5)، وثالثة: باحتمال كون التفسير من كلام الراوي، فلا يكون حجة (6).
والكل في غاية البعد، فهي متساوية في البعد للتأويل في عبارات القوم، لأن إطلاق المفصل على الكائن في وسط القدم الذي لا يعرفه أكثر الناس، بل لا يتبين لكثير من الخواص بالمشاهدة بل المساس، نظير إرادة العظم المستدير من العظم الناتئ، أو إرادة وسط القدم عرضا أو غير ذلك من التأويلات التي لا بد من ارتكابها وإرجاعها إلى ما فهمه العلامة منها.