أتدري ما الاستغفار؟) ثم فسره بما يجمع أمورا ستة:
الندم على ما مضى، والعزم على الترك في المستقبل، وقضاء الحقوق الفوتية (١)، وتحليل القوى الحاصلة من الخوض في الشبهات (٢) المحرمة، وإذاقة النفس مرارة الطاعة كما أذاقها حلاوة المعصية) (٣).
حكم التوبة وأما حكم إيجادها: فهو الوجوب مطلقا عن الصغائر والكبائر، ويدل عليه من الكتاب قوله تعالى: ﴿توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم﴾ (٤) وقوله جل ذكره: ﴿وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون﴾ (5).
ومن السنة ما لا يحصى كثرة (6).
وأما الاجماع: فقد ادعاه غير واحد، كصاحب الذخيرة (7)، وشارح أصول الكافي، بل ادعى هو إجماع الأمة عليه (8).
وأما العقل: فالظاهر أنه حكم بوجوبه عقلا كل من قال بالحسن والقبح العقليين، واستدل عليه أفضل المحققين في تجريده بأنه دافع للضرر فيجب (9)، واعترف به شارح التجريد بناء على مذهب العدلية (10).