آخره أنه رأى غلاما بين مكة والمدينة فسأله من أنت؟ إلى أن قال فانشد:
- لنحن على الحوض ذواده * ندود ويسعد وراده - - فما فاز من فاز الا بنا * وما خاب من حبنا زاده - - فمن سرنا نال منا السرور * ومن ساءنا ساء ميلاده - - ومن كان غاصبنا حقنا * فيوم القيامة ميعاده - وفي أنوار الربيع: نسب إلى أبي جعفر الباقر ع قوله:
- عجبت من معجب بصورته * وكان من قبل نطفة مذره - - وفي غد بعد خسف صورته * يصير في القبر جيفة قذره - - وهو على عجبه ونخوته * ما بين جنبيه يحمل العذرة - وفي المناقب عن أبي خالد البرقي في كتاب الشعر والشعراء ان الباقر ع تمثل:
وأطرق إطراق الشجاع ولو يرى * مساغا لنابيه الشجاع لصمما - ما أوصى به عند وفاته روى الكليني في الكافي بسنده إلى الرضا ع قال: قال أبو جعفر الباقر ع حين احتضر إذا انا مت فاحفروا لي وشقوا لي شقا فان قيل لكم ان رسول الله ص لحد له فقد صدقوا أقول وذلك لأنه ع رأى أن الشق أصلح له من بعض الوجوه من اللحد فأمرهم به وإن كان اللحد أفضل.
وروى الكليني بسنده عن الصادق ع قال: إن أبي استودعني ما هنالك يعني ما كان محفوظا عنده من الكتب والسلاح وآثار الأنبياء ووداعهم فلما حضرته الوفاة قال ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر فقال اكتب: هذا ما وصى به يعقوب بنيه يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وأنتم مسلمون. واوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد وأمره ان يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه يوم الجمعة وان يعممه بعمامته وان يربع قبره ويرفعه أربع أصابع وان يحل عنه اطماره عند دفنه. ثم قال للشهود انصرفوا رحمكم الله فقلت له يا أبت ما كان في هذا بان يشهد عليه فقال يا بني كرهت ان تغلب وان يقال إنه لم يوصى إليه فأردت أن تكون لك الحجة. أراد ان يعلمهم انه وصيه وخليفته والامام من بعده.
وروى الكليني في الكافي بسنده عن أبي عبد الله الصادق ع قال: إن أبي قال لي ذات يوم في مرضه يا بني ادخل أناسا من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم فأدخلت عليه أناسا منهم فقال يا جعفر إذا انا مت فغسلني وكفني وارفع قبري أربع أصابع ورشه بالماء فلما خرجوا قلت يا أبت لو أمرتني بهذا صنعته ولم ترد ان ادخل عليك قوما تشهدهم فقال يا بني أردت ان لا تنازع اي لا تنازع في الإمامة والخلافة من بعدي متى علموا انك وصيي.
وروى الكليني في الكافي بسنده عن أبي عبد الله الصادق ع قال:
كتب أبي في وصيته ان أكفنه في ثلاثة أثواب أحدها رداء له حبرة كان يصلي فيه يوم الجمعة وثوب آخر وقميص فقلت لأبي لم تكتب هذا فقال أخاف ان يغلبك الناس وان قالوا كفنه في أربعة أو خمسة فلا تفعل وعممني بعمامة وليس تعد العمامة من الكفن انما يعد ما يلف به الجسد.
وروى الكليني في الكافي بسنده ان أبا جعفر اوصى بثمانمائة درهم لمأتمه وكان يرى ذلك من السنة لأن رسول الله ص قال اتخذوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا.
8: أبو عبد الله جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع مولده ووفاته ومدة عمره ومدفنه ولد بالمدينة يوم الجمعة أو الاثنين عند طلوع الفجر 17 ربيع الأول وقيل غرة رجب سنة 80 من الهجرة عام الجحاف، وقال المفيد والكليني والشهيد سنة 83 قال ابن طلحة والأول أصح وقال ابن الخشاب قال لنا الذراع الرواية الأولى هي الصحيحة. وتوفي يوم الاثنين في شوال وعن صاحب جنات الخلود في 25 منه وقيل منتصف رجب سنة 148 وعمره 68 أو 65 سنة، أقام منها مع جده علي بن الحسين 12 سنة وأياما أو 15 سنة، ومع أبيه بعد جده 19 سنة، وبعد أبيه 34 سنة، وهي مدة خلافته وإمامته وهي بقية ملك هشام بن عبد الملك وملك الوليد بن يزيد بن عبد الملك ويزيد بن الوليد بن عبد الملك الملقب بالناقص وإبراهيم بن الوليد ومروان بن محمد الحمار والسفاح، وتوفي بعد مضي عشر سنين من ملك المنصور العباسي ودفن بالبقيع مع أبيه الباقر وجده زين العابدين وعمه الحسن بن علي ع.
أمه أم فروة وقيل أم القاسم واسمها قريبة أو فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وهذا معنى قول الصادق ع ان أبا بكر ولدني مرتين، وفي ذلك يقول الشريف الرضي:
وحزنا عتيقا وهو غاية فخركم بمولد بنت القاسم بن محمد وروى الكليني في الكافي بسنده عن عبد الأعلى: رأيت أم فروة تطوف بالكعبة عليها كساء متنكرة فاستلمت الحجر بيدها اليسرى فقال لها رجل ممن يطوف: يا أمة الله أخطأت السنة فقالت أنا لأغنياء عن علمك.
كنيته أبو عبد الله وهي المعروفة المشهورة وقال محمد بن طلحة وقيل أبو إسماعيل وفي مناقب ابن شهرآشوب يكني أبا عبد الله إسماعيل والخاص أبو موسى.
لقبه له ألقاب أشهرها: الصادق، ومنها الصابر والفاضل والطاهر، لقب بالصادق لصدق حديثه.
نقش خاتمه الله وليي وعصمتي من خلقه. وروي: ما شاء الله لا قوة إلا بالله أستغفر الله. وروي: الله خالق كل شئ. وروي: أنت ثقتي فاعصمني من خلقك. وروي: يا ثقتي قني شر جميع خلقك. وروي: اللهم أنت ثقتي فقني شر خلقك. وروي: أنت ثقتي فاعصمني من الناس. وروي: