تعدلوا فواحدة يعني في النفقة وأما قوله ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة يعني في المودة فلما قدم عليه هشام بهذا الجواب قال والله ما هذا من عندك.
وفي مناقب ابن شهرآشوب: دخل عمرو بن عبيد على الصادق ع وقرأ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه وقال أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله (1) فقال نعم يا عمرو ثم فصلها بان الكبائر:
الشرك بالله إن الله لا يغفر أن يشرك به.
والياس من روح الله ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
وعقوق الوالدين لان العاق جبار شقي. وبرا بوالدتي ولم تجعلني جبارا شقيا.
وقتل النفس ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما.
وقذف المحصنات إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم.
وأكل مال اليتيم إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا.
والفرار من الزحف ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير.
وأكل الربا الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.
والزنا ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا. ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق إثاما.
واليمين الغموس إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.
والغلول ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة.
ومنع الزكاة والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون.
وشهادة الزور والذين لا يشهدون الزور.
وكتمان الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه.
وشرب الخمر لقوله ع شارب الخمر كعابد وثن.
وترك الصلاة لقوله ص من ترك الصلاة متعمدا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله.
ونقض العهد وقطيعة الرحم الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون.
وقول الزور واجتنبوا قول الزور.
والجرأة على الله أ فامنوا مكر الله فلا يامن مكر الله إلا القوم الخاسرون.
وكفران النعمة ولئن كفرتم إن عذابي لشديد.
وبخس الكيل والوزن ويل للمطففين.
واللواط الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش.
والبدعة لقوله ع من تبسم في وجه مبتدع فقد أعان على هدم دينه.
قال المفيد: والأخبار فيما حفظ عنه من الحكمة والبيان والحجة والزهد والموعظة وفنون العلم كله أكثر من أن تحصى بالخطاب أو تحوى بالكتاب وفيما أثبتناه منها كفاية في الغرض الذي قصدناه.
ثانيها الحلم قال الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في كتاب معالم العترة: وقع بين جعفر بن محمد وعبد الله بن حسن كلام في صدر يوم فاغلظ له في القول عبد الله بن حسن ثم افترقا وراحا إلى المسجد فالتقيا على باب المسجد فقال أبو عبد الله جعفر بن محمد لعبد الله بن حسن كيف أمسيت يا أبا محمد؟ فقال بخير كما يقول المغضب! فقال يا أبا محمد أما علمت أن صلة الرحم تخفف الحساب؟ فقال لا تزال تجئ بالشئ لا نعرفه؟ فقال إني أتلو عليك به قرآنا؟ قال وذلك أيضا؟ قال نعم؟ قال فهاته؟ قال قول الله عز وجل: والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب قال فلا تراني بعدها قاطعا رحما.
وعن المناقب عن كتاب الروضة أنه دخل سفيان الثوري على الصادق ع فرآه متغير اللون فسأله عن ذلك فقال كنت نهيت أن يصعدوا فوق البيت فدخلت فإذا جارية من جواري ممن تربي بعض ولدي قد صعدت في سلم والصبي معها فلما بصرت بي ارتعدت وتحيزت وسقط الصبي إلى الأرض فمات فما تغير لوني لموت الصبي وإنما تغير لوني لما أدخلت عليها من الرعب وكان ع قال لها أنت حرة لوجه الله لا باس عليك مرتين. ورواه صاحب غاية الاختصار ص 62 بسنده إلى سفيان الثوري نحوه. وروى الكليني في الكافي بسنده أن أبا عبد الله ع بعث غلاما له في حاجة فأبطأ أبو عبد الله ع على أثره لما أبطا عليه فوجده نائما فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه فلما انتبه قال له أبو عبد الله ع يا فلان والله ما ذاك لك تنام الليل والنهار لك الليل ولنا منك النهار.
ثالثها الصبر وروى الصدوق في العيون بسنده عن أبي محمد عن آبائه عن موسى بن جعفر ع قال: نعى إلى الصادق جعفر بن محمد ع ابنه إسماعيل بن جعفر وهو أكبر أولاده وهو يريد أن يأكل وقد اجتمع ندماؤه فتبسم ثم دعا بطعامه وقعد مع ندمائه وجعل يأكل أحسن من أكله سائر الأيام ويحدث ندماءه ويضع بين أيديهم ويعجبون منه أن لا يرون للحزن عليه أثرا فلما فرع قالوا يا ابن رسول الله لقد رأينا عجبا أصببت بمثل هذا الابن وأنت كما نرى، قال وما لي لا أكون كما ترون وقد جاءني خبر أصدق الصادقين أني ميت وإياكم أن قوما عرفوا الموت فجعلوه