منامه فقلت له الله جارك قال صدقت الله جاري لكن هذا جبرئيل يخبرني أن عليا قادم ثم خرج إلى الناس فأمرهم أن يستقبلوا عليا فقام المسلمون له صفين مع رسول الله ص فلما بصر بالنبي ترجل عن فرسه واهوى إلى قدميه يقبلهما فقال له اركب فان الله تعالى ورسوله عنك راضيان فبكى أمير المؤمنين فرحا وانصرف إلى منزله وتسلم المسلمون الغنائم فقال النبي ص لبعض من كان معه في فرحا واصرف إلى منزله وتسلم المسلمون الغنائم فقال النبي ص لبعض من كان معه في الجيش كيف رأيتم أميركم قالوا لم ننكر منه شيئا إلا أنه لم يؤم بنا في صلاة إلا قرأ فيها بقل هو الله أحد فقال النبي ص سأسأله عن ذلك فلما جاءه قال له لم لم تقرأ بهم في فرائضك إلا بسورة الاخلاص فقال يا رسول الله أحببتها فقال له النبي فان الله قد أحبك كما أحببتها ثم قال له يا علي لولا أني أشفق ان تقول فيك طوائف ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملأ منهم الا أخذوا التراب من تحت قدميك قال المفيد وقد ذكر كثير من أصحاب السير أن في هذه الغزوة انزل على النبي ص والعاديات ضبحا الخ فتضمنت ذكر الحال فيما فعله أمير المؤمنين ع فيها اه وقال المفيد في الموضع الثاني بعد ما ذكر الغزوة زبيد: ثم كانت الغزوة السلسلة وذلك أن أعرابيا اتى إلى عند النبي ص فجثا بين يديه وقال له جئتك لأنصح لك قال وما نصيحتك قال قوم من العرب قد اجتمعوا بوادي الرمل وعملوا على أن يبيتوك بالمدينة ووصفهم له فامر النبي ص ان ينادي الصلاة جامعة فاجتمع المسلمون وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ان هذا عدو الله وعدوكم قد عمل على أن يبيتكم فمن له فقام جماعة من أهل الصفة فقالوا نحن نخرج إليهم فول علينا من شئت فاقرع بينهم فخرجت القرعة على ثمانين رجلا منهم ومن غيرهم فاستدعى أبا بكر فقال له خذ اللواء وامض إلى بني سليم فإنهم قريب من الحرة فمضى ومعه القوم حتى قارب أرضهم وكانت كثيرة الحجارة والشجر وهم ببطن الوادي والمنحدر إليه صعب فلما صار إلى الوادي وأراد الانحدار خرجوا إليه فهزموه وقتلوا من المسلمين جمعا كثيرا وانهزم من القوم فلما ورد على النبي ص عقد لعمر بن الخطاب وبعثه إليهم فكمنوا له تحت الحجارة والشجر فلما ذهب ليهبط خرجوا إليه فهزموه فساء رسول الله ص ذلك فقال له عمرو بن العاص ابعثني يا رسول الله إليهم فان الحرب خدعة فلعلي اخدعهم فانفذه مع جماعة ووصاه فلما صار إلى الوادي خرجوا إليه فهزموه وقتلوا من أصحابه جماعة. ومكث رسول الله ص أياما يدعو عليهم ثم دعا أمير المؤمنين فعقد له ثم قال أرسلته كرارا غير فرار ثم رفع يديه إلى السماء وقال: اللهم إن كنت تعلم اني رسولك فاحفظني فيه وافعل به وافعل فدعا له ما شاء الله.
وخرج علي وخرج رسول الله ص لتشييعه وبلغ معه إلى مسجد الأحزاب وعلي على فرس أشقر مهلوب عليه بردان يمانيان وفي يده قناة خطية فشيعه ودعا له وانفذ معه فيمن انفذ أبا بكر وعمر وعمرو بن العاص فسار بهم نحو العراق متنكبا للطريق حتى ظنوا انه يريد بهم غير ذلك الوجه ثم اخذ بهم على محجة غامضة فسار بهم حتى استقبل الوادي من فمه وكان يسير الليل ويكمن النهار فلما قرب من الوادي أمر أصحابه أن يعكموا الخيل ووقفهم مكانا وقال لا تبرحوا وانتبذ أمامهم فأقام ناحية منهم فلما رأى عمرو بن العاص ما صنع لم يشك أن الفتح يكون له فقال لأبي بكر أنا أعلم بهذه البلاد من علي وفيها ما هو أشد علينا من بني سليم وهي الضباع والذئاب فان خرجت علينا خفت ان تقطعنا فكلمه يخل عنا نعلو الوادي فانطلق فكلمه فأطال فلم يجبه علي حرفا واحدا فرجع إليهم فقال لا والله ما أجابني حرفا واحدا فقال عمرو بن العاص لعمر أنت أقوى عليه فانطلق عمر فخاطبه فصنع به مثلما صنع بأبي بكر فرجع فأخبرهم فقال عمرو بن العاص انه لا ينبغي أن نضيع أنفسنا انطلقوا بنا نعل الوادي فقال له المسلمون لا والله ما نفعل أمرنا رسول الله ص أن نسمع لعلي ونطيع فنترك أمره ونطيع لك ونسمع فلم يزالوا كذلك حتى أحس علي بالفجر فكبس القوم وهم غارون فامكنه الله تعالى منهم ونزلت على النبي ص والعاديات ضبحا إلى آخرها فبشر أصحابه بالفتح وأمرهم ان يستقبلوا أمير المؤمنين فاستقبلوه والنبي يقدمهم فقاموا له صفين فلما بصر بالنبي ص ترجل عن فرسه فقال له النبي اركب فان الله ورسوله عنك راضيان فبكى أمير المؤمنين فرحا فقال له النبي يا علي لولا انني أشفق أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملأ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك اه. وقال الطبرسي في مجمع البيان قيل نزلت السورة لما بعث النبي ص عليا إلى ذات السلاسل فأوقع بهم بعد أن بعث مرارا غيره من الصحابة فرجعوا وهو المروي عن أبي عبد الله ع في حديث طويل. وذكر هذه الغزوة بهذا النحو الراوندي في الخرايج وعلي بن إبراهيم في تفسيره وغيرهما وفي مناقب ابن شهرآشوب عند ذكر غزوة السلاسل عن أبي القاسم بن شبد الوكيل وأبي الفتح الحفار باسنادهما عن الصادق ع ومقاتل والزجاج ووكيع والثوري والسدي وأبي صالح وابن عباس انه انفذ النبي ص بعض المهاجرين في سبعمائة رجل فلما صار إلى الوادي وأراد الانحدار خرجوا إليه فهزموه وقتلوا من المسلمين جمعا كثيرا فبعث آخر فرجع منهزما فقال عمرو بن العاص ابعثني يا رسول الله فان الحرب خدعة ولعلي اخدعهم فبعثه فرجع منهزما وفي رواية انفذ خالدا فعاد كذلك فساء ذلك النبي ص فدعا عليا وقال أرسلته كرارا غير فرار فشيعه إلى مسجد الأحزاب إلى آخر ما تقدم. ثم قال ومن روايات أهل البيت ع قالوا فلما أحس الفجر قال اركبوا بارك الله فيكم وطلع الجبل حتى إذا انحدر على القوم وأشرف عليهم قال لهم اتركوا اكمة دوابكم فشمت الخيل ريح الإناث فصهلت فسمع القوم صهيل خيلهم فولوا هاربين. قال: وفي رواية مقاتل والزجاج انه كبس القوم وهم غارون فقال يا هؤلاء أنا رسول رسول الله إليكم أن تقولوا لا إله إلا الله أن محمدا رسول الله والا ضربتكم بالسيف فقالوا انصرف عنا كما انصرف الثلاثة فإنك لا تقاومنا فقال انني لا انصرف أنا علي بن أبي طالب فاضطربوا وخرج إليه الأشداء السبعة وناصحوه وطلبوا الصلح فقال اما الاسلام واما المقاومة فبرزوا إليه واحدا بعد واحد وكان أشدهم آخرهم وهو سعد بن مالك العجلي وهو صاحب الحصن فقتلهم فانهزموا ودخل بعضهم في الحصن وبعضهم استأمنوا وبعضهم أسلموا واتوه بمفاتيح الخزائن وفي ذلك يقول السيد الحميري:
- وفي ذات السلاسل من سليم * غداة أتاهم الموت المبير - - وقد هزموا أبا حفص وعمرا * وصاحبه مرارا فاستطيروا - - وقد قتلوا من الأنصار رهطا * فحل النذر أو وجبت نذور - - أزار الموت مشيخة ضخاما * جحاجحة تسد بها الثغور - ولم تذكر هذه الغزوة بهذه الكيفية في السيرة الهاشمية وطبقات ابن سعد وما تأخر عنها ولكنهم ذكروا سرية عمرو بن العاص إلى ذات