مؤمن من نفسه، قالوا بلى فاخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة قال أبو عبد الرحمن ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب عن النبي ص نحوه اه وروى الحاكم في المستدرك بعدة أسانيد عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال لما رجع رسول الله ص من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم قال إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وذكر الحديث بطوله قال الحاكم هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله اه وذكره الذهبي في تلخيص المستدرك ولم يتعقبه بشئ قال الحاكم: شاهده حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضا صحيح على شرطهما ثم ذكره بسنده عن أبي الطفيل عامر بن وائلة أنه سمع زيد بن أرقم يقول نزل رسول الله ص بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام فكنس الناس ما تحت الشجرات ثم راح رسول الله ص عشية فصلى ثم خطب فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول ثم قال أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا ان اتبعتموهما وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ثم قال أ تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات قالوا نعم فقال رسول الله ص من كنت مولاه فعلي مولاه. وفي تاريخ ابن كثير قال الحافظ أبو يعلى الموصلي والحسن بن سفيان ثنا هدبة ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد وأبي هارون عن عدي بن ثابت عن البراء قال: كنا مع رسول الله ص في حجة الوداع فلما أتينا على غدير خم كسح لرسول الله ص تحت شجرتين ونودي في الناس الصلاة جامعة ودعا رسول الله ص عليا وأخذ بيده فاقامه عن يمينه فقال أ لست أولى بكل امرئ من نفسه قالوا بلى قال هذا مولى من أنا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فلقيه عمر بن الخطاب فقال هنيئا لك أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. وفي السيرة الحلبية: لما وصل ص إلى محل بين مكة والمدينة يقال له غدير خم بقرب رابغ جمع الصحابة فخطبهم إلى أن قال فقال يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب إلى أن قال ثم حض على التمسك بكتاب الله ووصى باهل بيته فقال إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض وقال في حق علي لما كرر عليهم أ لست أولى بكم من أنفسكم ثلاثا وهم يجيبونه بالتصديق والاعتراف ورفع يد علي وقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه وانصر من أنصره وأعن من أعانه واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ثم قال وهذا حديث صحيح ورد بأسانيد صحاح وحسان قال ولا التفات لمن قدح في صحته كابي داود وأبي حاتم الرازي وقول بعضهم أن زيادة اللهم وال من والاه الخ موضوعة مردود فقد ورد ذلك من طرق صحح الذهبي كثيرا منها، وقد جاء أن عليا قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أنشد الله من شهد يوم غدير خم إلا قام ولا يقوم رجل يقول أنبئت أو بلغني إلا رجل سمعت أذناه ووعى قلبه فقام سبعة عشر صحابيا وفي رواية ثلاثون صحابيا، وفي المعجم الكبير ستة عشر وفي رواية اثنا عشر فقال هاتوا ما سمعتم فذكروا الحديث.
وقال ابن كثير الشامي في تاريخه اعتنى بأمر هذا الحديث يعني حديث الغدير أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ فجمع فيه مجلدين أورد فيهما طرقه وألفاظه وكذلك الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر أورد أحاديث كثيرة في هذه الخطبة يعني خطبة يوم الغدير، قال وروى النسائي في سننه عن محمد بن المثني عن يحيي بن حماد عن أبي معاوية عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله ص من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال كأني قد دعيت فأجبت أني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم قال: الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ثم أخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقلت لزيد سمعته من رسول الله ص؟ فقال ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينه وسمعه باذنه، قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: وهذا حديث صحيح، وقال ابن ماجة: حدثنا علي بن محمد أنبانا أبو الحسين أنبانا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع رسول الله ص في حجة الوداع فنزل في الطريق فامر بالصلاة جامعة فاخذ بيد علي فقال أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال أ لست بأولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فهذا ولي من أنا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وكذا رواه عبد الرزاق عن معمر عن علي بن زيد بن جدعان عن عدي عن البراء وأورد عن عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه بعدة أسانيد عن سعيد بن وهب وعن يزيد بن يثيغ قال نشد علي الناس في الرحبة من سمع رسول الله ص يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد ستة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله ص يقول لعلي يوم غدير خم أ ليس رسول الله أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وفي بعضها زيادة وانصر من نصره وأخذل من خذله وأورد عنه فيه أيضا بعدة أسانيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى نحوه وفي بعضها فقام اثنا عشر رجلا فقالوا قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله إلا ثلاثة لم يقوموا فدعا عليهم فاصابتهم دعوته. وأورد عنه أيضا بعدة أسانيد عن جماعة منهم أبو الطفيل قال جمع علي الناس في الرحبة يعني رحبة مسجد الكوفة فقال أنشد الله كل من سمع رسول الله ص يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس أ تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا نعم يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فخرجت كان في نفسي شيئا فلقيت زيد بن أرقم فقلت له أني سمعت عليا يقول كذا وكذا قال فما تنكر سمعت رسول الله ص يقول ذلك له. هكذا ذكر الإمام أحمد في مسند زيد بن أرقم. وأورد عن الإمام أحمد بعدة أسانيد عن زيد بن أرقم في بعضها:
نزلنا مع رسول الله ص منزلا يقال له وادي خم فامر بالصلاة فصلاها بهجير فخطبنا وظلل رسول الله ص بثوب على شجرة ستره من الشمس قال أ لستم تعلمون أو أ لستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فمن كنت مولاه فان عليا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد رجاله ثقات على شرط السنن، وأورد أيضا روايات كثيرة بأسانيدها من كتاب غدير خم لابن جرير وفي بعضها انه ص