الكتاب وله كتاب أدب الكاتب على الحقيقة ذكره ابن النديم.
وأما في الشعر فقد كان منهم في صدر الاسلام من فحول الشعراء المفلقين الذائعي الصيت من خدم الأدب العربي واللغة العربية بمنظوماته المنتشرة في الأقطار أعظم خدمة مثل كعب بن زهير بن أبي سلمى صاحب بانت سعاد التي شرحها كثير من علماء اللغة والأدب وحفظ بسببها قسم وافر من لغة العرب وطريقتهم في نظم الشعر، والنابغة الجعدي من مشاهير شعراء الصدر الأول أحد الرجلين الملقبين بالنابغة في الشعراء لنبوغهما. وأبو دهبل الجمحي من شعراء الحماسة وشهرة شعره وجودته للغاية تغني عن إطالة وصفه. والفرزدق الذي اعترف له خصمه جرير بان نبعة الشعر في يده والذي كان يكرمه ملوك بني أمية مع تظاهره بالتشيع للعلويين وعداوته لهم ويهابون لسانه. وكثير عزة أول من أطال المديح قال ابن رشيق كان ابن أبي إسحاق وهو عالم ناقد ومتقدم مشهور يقول أشعر الجاهليين مرقش وأشعر الاسلاميين كثير قال ابن رشيق وهذا غلو مفرط غير أنهم مجمعون على أنه أول من أطال المديح اه وكان بنو أمية يقدمونه ويكرمونه مع علمهم بتشيعه لمكان تقدمه في الشعر. والكميت قال ابن عكرمة الضبي لولا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمان ولا للبيان لسان وقال معاذ بن مسلم الهراء لما سئل عنه ذاك أشعر الأولين والآخرين اه وكفاه شهادة الفرزدق لما عرض عليه أول شعره واستشاره في إذاعته فقال أذع يا ابن أخي ثم أذع.
وأبو نواس وشهرته تغني عن وصفه فليس في المولدين أشهر اسما منه حتى قال الشاعر:
- إن تكن فارسا فكن كعلي * أو تكن شاعرا فكن كابن هاني - وقال الشريف الرضي فيه وفي البحتري وهو يصف قصيدة:
- كان أبا عبادة شق فاها * وقبل ثغرها الحسن بن هاني - وأبو تمام والبحتري اللذان أخملا في زمانهما خمسمائة شاعر كلهم مجيد كما في عمدة ابن رشيق. وأول من قيل فيه صيقل المعاني أبو تمام وأول من قيل في شعره سلاسل الذهب البحتري. ودعبل الخزاعي. وديك الجن الحمصي الذي شهد له دعبل بأنه أشعر الجن والأنس. وابن الرومي قال ابن رشيق أكثر المولدين اختراعا وتوليدا فيما يقول الحذاق: أبو تمام وابن الرومي.
والسيد الحميري أقدر الناس على نظم الأخبار والأحاديث والقصص ولم يسمع بشاعر مكثر مطيل مجيد غيره. قال ابن المعتز في التذكرة: كان للسيد أربع بنات كل واحدة منهن تحفظ أربعمائة قصيدة لأبيها. نظم كلما سمعه في فضل علي ومناقبه ما مثله في نظم الحديث وكل قصائده طوال اه ومر أن ميمياته ناء بها حمال وسمعت شهادة الثوري وبشار وابن أبي حفصة له وقول أبي عبيدة إنه أشعر الناس. وكفاه تبحرا في اللغة أن لفظة جونب في قوله في المذهبة:
- فنجاد توضح فالنضائد فالشظا * فرياض سنحة فالنقا من جونب - ليس لها ذكر في كتب اللغة ولم يطلع على معناها السيد المرتضى مع زيادة تبحره فقال في شرح القصيدة: أما جونب فهو اسم موضع لا شك إلا أني لست أعرف جهته الآن اه وقال ياقوت في معجم البلدان أنها اسم موضع في شعر الحميري لم يزد على ذلك.
والحماني علي بن محمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين ع الذي كان يقول انا شاعر وأبي شاعر وجدي شاعر إلى أبي طالب والذي شهد له الهادي ع امام المتوكل بأنه أشعر الناس لقوله من أبيات:
- فلما تنازعنا الحديث قضى لنا * عليهم بما نهوى نداء الصوامع - يعني الآذان.
والمتنبي الذي نقل صاحب نسمة السحر عن والده أن المتنبي كان يتحقق بولاء أمير المؤمنين ع تحققا شديدا وان له فيه عدة قصائد سماها العلويات حذفت من أكثر نسخ ديوانه عصبية، وقال ويقوي ذلك أنه كوفي والكوفة أحد معادن الشيعة، قال وفي شعره إشارات إلى ذلك اه.
كما سنبينه في ترجمته ومهما يكن من أمر فالذي فتح لهاته بالشعر إنما هم ملوك الشيعة بعطاياهم كسيف الدولة الحمداني وعضد الدولة البويهي وابن العميد وأمثالهم ممن مدحهم المتنبي فرجع الفضل في أدبه وشعره إلى الشيعة.
وأبو فراس الحمداني الذي شهد له المتنبي بالتقدم وحسبك بشهادته وكان يتحامى جانبه لم يذكر معه شاعر إلا أبا الطيب وحده وكفاه شهادة الصاحب بن عباد له بأنه بدئ الشعر بملك وختم بملك: امرئ القيس وأبي فراس وجمع ديوانه وشرحه ابن خالويه المعاصر له.
وعبد المحسن الصوري العاملي الشاعر البارع الشهير.
والصاحب إسماعيل بن عباد أحد كتاب الدنيا الأربعة نظم عشرة آلاف بيت في أهل البيت ع عدا عن باقي شعرهم.
وابن دريد محمد بن الحسن صاحب المقصورة التي جمعت مقصور اللغة العربية وشرحها العلماء شروحا عديدة ولم يوجد لها نظير في بابها.
وابن منير الطرابلسي. والصنوبري.
وابن الحجاج صاحب المجون ديوان شعره عشرة مجلدات وكفاه شهادة بتقدمه في الشعر أن السيد الرضي انتخب منه ما سماه الحسن من شعر الحسين بعد ما أسقط المجون منه ورتبه البديع الأسطرلابي الشاعر على مائة وواحد وأربعين بابا كل منها في فن من فنون الشعر وسماه درة التاج في شعر ابن الحجاج.
والشريف الرضي الذي قيل فيه أنه أشعر الطالبيين وأشعر قريش لا يذكر معه شاعر لا من المتقدمين ولا من المتأخرين وشرح بعض قصائده ابن جني النحوي في حياته فمدحه لذلك.
وأخوه المرتضى ديوان شعره يزيد على عشرين ألف بيت.
وتلميذ الرضي مهيار الديلمي الشاعر البارع الذي لا يباري المكثر المطيل مع الإجادة الذي أبرز معاني الفرس في ألفاظ العرب ففاق.
وابن هانئ الأندلسي. في الإحاطة: كان من فحول الشعراء وأمثال النظم وبرهان البلاغة لا يدرك شاوه ولا يشق غباره اه. وقال ابن خلكان ليس في المغاربة من هو في طبقته لا من متقدميهم ولا من متأخريهم بل هو أشعرهم على الاطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند المشارقة اه.
وكشاجم مأخوذ من أربع كلمات كاتب شاعر منجم متكلم مجيد للأوصاف كلها لا عديل له في عصره.
والناشي وهو يقال لمن كان نشا في فن من فنون الشعر واشتهر به كما