محمدا رسول الله: محمد هذا جدي أم جدك إلى آخر كلامه: غنى وكفاية 95.
والسيدة زينب بنت علي بن أبي طالب على أبيها وعليها السلام ففي احتجاجها في خطبها بالكوفة وبدمشق في مجلس يزيد ما بهر العقول وحير الألباب.
وأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب على أبيها وعليها السلام التي خطبت بالكوفة بعد قتل أخيها واحتجت خطبتها ببالغ الحجج.
ومسلم بن عقيل بن أبي طالب الذي احتج على ابن زياد وهو أسير وأجابه بما أجابه.
وقد ذكر الطبرسي في كتاب الاحتجاج قدرا كافيا من احتجاجات أئمة أهل البيت ع.
ونحن أيضا قد ذكرنا قدرا وافيا من احتجاجاتهم ومناظراتهم في سيرتهم من هذا الكتاب أغنانا عن ذكر كل واحد منهم في طبقته لكننا لا نخلي هذا الموضع من الإشارة إلى شئ مما أثر عنهم من هذا القبيل تيمنا وتبركا بذكرهم.
منهم الإمام محمد الباقر ع اثر عنه من جميع العلوم ما لا يحيط به الحصر وسماه جده الرسول ص باقر العلم ومن علومه علم الكلام والاحتجاج. احتج على محمد بن المنكدر من مشاهير زهاد عصره وعباده واحتج على هشام بن عبد الملك وعلى نافع بن الأزرق وولده عبد الله بن نافع من الخوارج وعلى الامام أبي حنيفة وعلى قتادة بن دعامة البصري وعلى عبد الله بن معمر الليثي وغيرهم كما يأتي في سيرته ع 114.
والإمام جعفر بن محمد الصادق ع أثر عنه من جميع العلوم ما ملأ الطوامير وسارت به الركبان ومنها علم الكلام فقد أثر عنه منه الكثير. وروى المفضل بن عمر أحد أصحابه كتابا عنه في ذلك يعرف بتوحيد المفضل مطبوع هو أجود كتاب في رد الدهرية وإثبات الصانع وصنف الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي كتابا فيما أثر عنه وعن أهل بيته في التوحيد والكلام يعرف بتوحيد الصدوق مطبوع 148.
والإمام موسى الكاظم ع اثر عنه من أنواع الاحتجاجات ما شاع وذاع 183.
والإمام علي بن موسى الرضا ع. له مناظرات واحتجاجات كثيرة على المتكلمين وغيرهم وأجوبة مسائل سأله عنها المأمون في الكلام وغيره معروفة مشهورة وله كتاب الإهليلجة فيه حجج بالغة ومطالب جليلة من علم الكلام 203.
والإمام محمد الجواد له احتجاج باهر على يحيى بن أكثم قاضي القضاة 220.
والإمام علي بن محمد الهادي ع أثر عنه من الاحتجاجات البالغة الشئ الكثير ويأتي في طبقات الشعراء أن المتوكل سأله عن أشعر الناس فقال الحماني حيث يقول:
فلما تنازعنا الحديث قضى لنا عليهم بما نهوى نداء الصوامع فقال وما نداء الصوامع يا أبا الحسن قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله 254.
ونبغ من تلاميذ أئمة أهل البيت جماعة امتازوا بالحذق والمهارة وقوة الحجة في علم الكلام مثل هشام بن الحكم وهشام بن سالم ومؤمن الطاق وأمثالهم يأتي ذكر عدد غير قليل منهم في الطبقات الآتية.
ومن الهاشميين الصحابة عبد الله بن عباس حبر الأمة فقد احتج على أم المؤمنين بعد حرب الجمل وطلب أمير المؤمنين أن يكون أحد الحكمين لما يعلمه من كفاءته فلم يرض أصحاب الشقاق من أهل العراق وأرسله ليحتج على الخوارج علما بأنه قوي الحجة عضب اللسان واضح البرهان فرجع منهم عدد غير قليل وفي احتجاجه على ابن الزبير وغيره وعلى من سمعهم يسبون عليا ع ما سار ذكره في الآفاق وتكفلت بنشره الأقلام في الأوراق.
ومن الصحابة أم المؤمنين أم سلمة زوج النبي ص وفي احتجاجها على أم المؤمنين عائشة يوم دعتها إلى الخروج للبصرة في حرب الجمل ما يرن صداه في الآذان إلى اليوم حتى اضطرتها إلى العدول عن الخروج فجاء ابن أختها عبد الله فقلبها عن رأيها.
ومنهم قيس بن سعد بن عبادة والأحنف بن قيس وأبو الطفيل عامر بن واثلة وصعصعة بن صوحان وغيرهم.
ومنهم اثنا عشر رجلا من الصحابة المذكورون في البحث الثاني وهم أول من قام من الشيعة بما يسمى علم الكلام والاحتجاج بعد موت النبي ص وكان أحدهم أبو ذر وقد قام بذلك أبو ذر في خلافة عثمان وإمارة معاوية واستمر على ذلك حتى مات منفيا بالربذة بعد ما نفي إلى الشام.
ومن التابعين وتابعيهم ومن بعدهم الكميت بن زيد الأسدي الشاعر وهو القائل في قصيدته المشهورة:
- يقولون لم يورث ولولا تراثه * لقد شركت فيها بكيل وأرحب (1) - فان هي لم تصلح لحي سواهم * فان ذوي القربى أحق وأوجب - حكى السيد المرتضى في الفصول المختارة من مجالس المفيد ومن العيون والمحاسن له عن الجاحظ في بعض كتبه أن الكميت أول من ناظر في التشيع أقام فيه الحجج وأنه لولا الكميت وما احتج به في هذا الشعر لما عرف الشيعة وجه الحجة في تقديم آل محمد ص وقد عرفت أنه تقدم الكميت في ذلك عدد كثير من الصحابة، وقوله لولاه لما عرفوا مبالغة منه غير صحيحة وقد رد عليه المفيد ذلك بان ما نظمه الكميت هو ما احتج به أمير المؤمنين ع على معاوية في جواب كتاب ذكره واحتج به آل محمد بعد ذلك واحتج به متكلمو الشيعة قبل الكميت وبعده وفي زمانه 126.
وعبد الرحمن بن أحمد بن جبرويه أبو محمد العسكري قال النجاشي متكلم من أصحابنا جيد الكلام وقد كلم عباد بن سليمان ومن في طبقته له كتاب الكامل في الإمامة حسن اه أوائل المائة الثانية.
وزرارة بن أعين قال ابن النديم أكبر رجال الشيعة معرفة بالكلام والتشيع 150.