المفهوم من حيث هو فلا يتصف بهما، كما أن الموجود من حيث هو لا يتصف بهما، وإنما يتصف الموجود لأجل انطباق المفهوم المتوقع وجوده عليه وعدمه. فكل موجود يتوقع لدى تحققه انطباق المفهوم والعنوان الذي له آثار عليه، يكون صحيحا إذا تحقق المفهوم به وانطبق عليه، ولا محالة تترتب عليه الآثار المتوقعة من هذا العنوان، وفاسدا إذا لم ينطبق عليه؛ لأجل فقدان ما يعتبر فيه من جزء أو شرط أو عدم مانع. فالصلاة من حيث مرتبة ذاتها وماهيتها لا تتصف بالفساد، بل هي ليست إلا هي؛ فإن الماهية من حيث هي ليست إلا هي، كما أن ما وجد في الخارج من التكبيرة والقراءة والركوع والسجود من حيث هي وجودات لا تتصف به، بل المتصف بالصحة والفساد هو هذا الموجود المركب؛ باعتبار ملاحظتها مع مفهوم الصلاة المتوقع وجودها به، فإذا انطبق عليه عنوان الصلاة يتصف بالصحة ويترتب عليه آثارها، وذلك لا يكون إلا بعد [تحقق] الموجود الخارجي بجميع ما يعتبر في ماهية الصلاة وجودا وعدما، وإذا لم ينطبق عليه لنقصان فيه يتصف بالفساد، وإذا انطبق عليه الصلاة يكون لا محالة مسقطا للقضاء والإعادة، وموافقا للأمر والشريعة.
فما وقع في كلمات القوم من الاصوليين والمتكلمين (1) تعريفات باللوازم، لا تحصيل معنى الصحة والفساد.
وعلى ما ذكرنا: لا مانع من تفسير الصحيح بالتام، والفاسد بالناقص؛ بالمعنى الذي ذكرنا (76).