لأجل ذاتها، لا لأجل بعث آخر، ويكون بعث المولى متعلقا بها أولا، ويكون لها استقلال في عالم البعث والطلب وإن كان تترتب عليها فوائد.
بخلاف الواجبات الغيرية، فإن الطلب الغيري طلب فان في الغير مترشح عنه مستظل به غير مستقل في عالم البعث، فالبعث في الواجبات الغيرية يكون ظل بعث آخر وفيئه؛ بحيث يمكن أن يقال: إنه ليس بطلب وبعث باعتبار، ويمكن أن يقال: إنه بعث مندك في بعث، فيمكن أن يقال: أن لا بعث إلا إلى ذي المقدمة، ويكون البعث إلى المقدمات بعين البعث إلى ذيها، لا أن لها بعثا مستقلا منظورا إليه، بخلاف البعث إلى ذي المقدمة، فإنه مستقل منظور إليه ولو لأجل ترتب فوائد عليه (38).