____________________
ويدل على المشهور أخبار كثيرة مستفيضة قولا وفعلا وتقريرا *. قال الصادق (عليه السلام) في موثق يونس: " قال أبي (عليه السلام): يا جعفر أوقف لي من مالي كذا وكذا لنوادب يندبنني عشر سنين بمنى أيام منى (1) " وإن في ذلك إظهارا لما خفي من علو شأنهم في زمن زين العابدين (عليه السلام) ونقصا لظالميهم وتشييدا لمعرفتهم وحبهم، وأهل الموسم إنما يسمعون في النياحة اللغط والضجة ولا يميزون بين الأصوات وليس ذلك بحرام قطعا وما هو إلا كرؤية المرأة متلفعة بالإزار الشامل.
وقد يقال (2): إن في ذلك دلالة على عدم التحريم مع سماع الأجانب، ولم يدل خبر من أخبار الباب على جواز الترجيع فيها والإطراب فلم تكن مستثناة من الغناء، بل قد يقال (3): إنها وإن اشتملت على الترجيع والمد بحيث لم تخرج عن صفة النياحة لم تحرم للعرف الفارق بينها وبين الغناء، وفيه تأمل.
وما في موثقة سماعة من قوله: " سألته عن كسب المغنية والنائحة فكرهه (4) " فمحمول على عموم المجاز بالمعنى المتعارف، والقول بالكراهية مطلقا غير بعيد
وقد يقال (2): إن في ذلك دلالة على عدم التحريم مع سماع الأجانب، ولم يدل خبر من أخبار الباب على جواز الترجيع فيها والإطراب فلم تكن مستثناة من الغناء، بل قد يقال (3): إنها وإن اشتملت على الترجيع والمد بحيث لم تخرج عن صفة النياحة لم تحرم للعرف الفارق بينها وبين الغناء، وفيه تأمل.
وما في موثقة سماعة من قوله: " سألته عن كسب المغنية والنائحة فكرهه (4) " فمحمول على عموم المجاز بالمعنى المتعارف، والقول بالكراهية مطلقا غير بعيد