الثالث حديث أنس في سبب قوله صلى الله عليه وسلم تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي أورده من طريقين عن حميد عنه وسيأتى في كتاب الاستئذان والغرض منه هنا قوله في أول الطريق الأولى كان النبي صلى الله عليه وسلم في السوق وفائدة ايراد الطريق الثانية قوله فيها انه كان بالبقيع فأشار إلى أن المراد بالسوق في الرواية الأولى السوق الذي كان بالبقيع وقد قال سبحانه وتعالى وما أرسلنا قبلك من المرسلين الا انهم لأكلون الطعام ويمشون في الأسواق * الحديث الرابع حديث أبي هريرة (قوله عن عبيد الله) بالتصغير في رواية مسلم عن أحمد بن حنبل عن سفيان حدثني عبيد الله ولكنه أورده مختصرا جدا (قوله عن نافع بن جبير) هو المذكور في الحديث الأول وليس له أيضا عن أبي هريرة في البخاري سوى هذا الحديث (قوله في طائفة من النهار) أي في قطعة منه وحكى الكرماني ان في بعض الروايات صائفة بالصاد المهملة بدل طائفة أي في حر النهار يقال يوم صائف أي حار (قوله لا يكلمني ولا أكلمه) أما من جانب النبي صلى الله عليه وسلم فلعله كان مشغول الفكر بوحي أو غيره وأما من جانب أبي هريرة فللتوقير وكان ذلك من شان الصحابة إذا لم يروا منه نشاطا (قوله حتى أتى سوق بنى قينقاع فجلس بفناء بيت فاطمة فقال) هكذا في نسخ البخاري قال الداودي سقط بعض الحديث عن الناقل أو أدخل حديثا في حديث لان بيت فاطمة ليس في سوق بنى قينقاع انتهى وما ذكره أولا احتمالا هو الواقع ولم يدخل للراوي حديث في حديث وقد أخرجه مسلم عن ابن أبي عمر عن سفيان فأثبت ما سقط منه ولفظه حتى جاء سوق بنى قينقاع ثم انصرف حتى أتى فناء فاطمة وكذلك أخرجه الإسماعيلي من طرق عن سفيان وأخرجه الحميدي في مسنده عن سفيان فقال فيه حتى أتى فناء عائشة فجلس فيه والأول أرجح والفناء بكسر الفاء بعدها نون ممدودة أي الموضع المتسع أمام البيت (قوله أثم لكع) بهمزة الاستفهام بعدها مثلثة مفتوحة ولكع بضم اللام وفتح الكاف قال الخطابي اللكع على معنيين أحدهما الصغير والآخر اللئيم والمراد هنا الأول والمراد بالثاني ما ورد في حديث أبي هريرة أيضا يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع وقال ابن التين زاد ابن فارس أن العبد أيضا يقال له لكع انتهى ولعل من أطلقه على العبد أراد أحد الامرين المذكورين وقال بلال بن جرير التميمي اللكع في لغتنا الصغير وأصله في المهر ونحوه وعن الأصمعي اللكع الذي لا يهتدى لمنطق ولا غيره مأخوذ من الملاكيع وهى التي تخرج من السلا قال الأزهري وهذا القول أرجح الأقوال هنا لأنه أراد أن الحسن صغير لا يهتدى لمنطق ولم يرد انه لئيم ولا عبد (قوله فحبسته شيا) أي منعته من المبادرة إلى الخروج إليه قليلا والفاعل فاطمة (قوله فظننت أنها تلبسه سخابا) بكسر المهملة بعدها معجمة خفيفة وبموحدة قال الخطابي هي قلادة تتخذ من طيب ليس فيها ذهب ولا فضة وقال الداودي من قرنفل وقال الهروي هو خيط من خرز يلبسه الصبيان والجواري وروى الإسماعيلي عن ابن أبي عمر أحد رواة هذا الحديث قال السخاب شئ يعمل من الحنظل كالقميص والوشاح (قوله أو تغسله) في رواية الحميدي وتغسله بالواو (قوله فجاء يشتد) أي يسرع في المشي في رواية عمر بن موسى عند الإسماعيلي فجاء الحسن وفى رواية ابن أبي عمر عند الإسماعيلي فجاء الحسن أو الحسين وقد أخرجه مسلم عن ابن أبي عمر فقال في روايته أثم لكع يعنى حسنا وكذا قال الحميدي في مسنده وسيأتى في اللباس من طريق ورقاء
(٢٨٦)