إنسانا واحدا قال فما زلت أتردد على ربي عز وجل فلا أقوم منه مقاما إلا شفعت حتى أعطاني الله من ذلك أن قال ادخل من أمتك من خلق الله من شهد أن لا إله إلا الله يوما واحدا مخلصا ومات على ذلك. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي بكر الصديق قال أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فصلى الغداة فجلس حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مكث مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب كل ذلك لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة ثم قام إلى بيته فقال الناس لأبي بكر ألا تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط فسأله فقال نعم عرض على ما هو كائن من أمر الدنيا وأمر الآخرة فجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد فقطع الناس بذلك حتى انطلقوا إلى آدم صلى الله عليه وسلم والعرق يكاد يلجمهم قالوا يا آدم أنت أبو البشر وأنت اصطفاك الله عز وجل اشفع لنا إلى ربنا قال لقيت مثل الذي لقيتم انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم إلى نوح إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين قال فينطلقون إلى نوح صلى الله عليه وسلم فيقولون اشفع لنا إلى ربنا فأنت اصطفاك الله واستجاب لك في دعائك ولم تدع على الأرض من الكافرين ديارا فيقول ليس ذاكم عندي انطلقوا إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم فان الله عز وجل اتخذه خليلا فينطلقون إلى إبراهيم فيقول ليس ذاكم عندي انطلقوا إلى موسى صل الله عليه وسلم فان الله عز وجل كلمه تكليما فيقول موسى صلى الله عليه وسلم ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فإنه كان يبرئ الأكمة والأبرص ويحيى الموتى فيقول عيسى صلى الله عليه وسلم ليس ذاكم عندي انطلقوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فليشفع لكم إلى ربكم عز وجل قال فينطلقون فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم ربه فيخر ساجدا قدر جمعة ويقول عز وجل ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع قال فيرفع رأسه فإذا نظر إلى ربه عز وجل خر ساجدا قدر جمعة أخرى فيقول الله عز وجل ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع قال فيذهب ليقع ساجد فيأخذ جبريل صلى الله عليه وسلم بضبعيه فيفتح الله عز وجل عليه من الدعاء مالا يفتحه على بشر قط يقول رب خلقتني سيد ولد آدم ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر حتى أنه ليرد على الحوض أكثر ما بين صنعاء وأيلة ثم يقال ادعوا الصديقين فيشفعون لمن أرادوا قال فإذا فعل
(٣٧٤)