ابن نفير أن عوف بن مالك خرج إلى الناس فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمركم أن تتعوذا من ثلاث من طمع حيث لا مطمع ومن طمع يرد إلى طبع ومن طمع إلى غير مطمع. رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات وفى بعضهم خلاف.
قلت وقد تقدمت أحاديث في الاستعاذة من الطمع وغيره في آخر الأذكار وأواخر الأدعية في باب الاستعاذة.
(باب فيمن أحب الدنيا) عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى. رواه أحمد والبزاز والطبراني ورجالهم ثقات. وعن شريح بن عبيد الحضرمي أن أبا مالك الأشعري لما حضرته الوفاة قال يا سامع الأشعريين ليبلغ الشاهد منكم الغائب إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حلوة الدنيا مرة الآخرة ومرة الدنيا حلوة الآخرة. رواه أحمد والطبراني. ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشرب حب الدنيا التاط (1) منها بثلاث شقاء لا ينفد عناه وحرص لا يبلغ غناه وأمل لا يبلغ منتهاه فالدنيا طالبة ومطلوبة فمن طلب الدنيا طلبته الآخرة حتى يدركه الموت فيأخذه ومن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفى منها رزقه. رواه الطبراني عن شيخه جبرون بن عيسى المغربي عن يحيى بن سليمان الحفري عن فضيل بن عياض ولم أعرف جبرون، وأما يحيى فقد ذكر الذهبي في الميزان في آخر ترجمة يحيى بن سليمان الجعفي فقال فأما سميه يحيى بن سليمان الحفري فما علمت به بأسا ثم ذكر بعده يحيى بن سليمان القرشي قال أبو نعيم فيه مقال وذكره الجوزي فان كانا اثنين فالحفري ثقة والحديث صحيح على شرط الخطبة والله أعلم، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن هزيل بن شرحبيل قال قال عبد الله يعنى ابن مسعود من أراد الآخرة أضر بالدنيا (2) ومن أراد الدنيا أضر بآخرته وأمرهم أن يصيروا بالفاني للباقي وقال إنكم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه كثير معطوه قليل سؤله فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة وإن من بعدكم زمانا كثير خطباؤه قليل علماؤه كثير سؤاله قليل معطوه.
رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير قيس.