كنا نوجب لأهل الكبائر حتى نزلت (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) قال فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نوجب لأحد من الموحدين النار. رواه الطبراني وفيه أبو رجاء الكلبي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان رجل يصلى فأتاه رجل فوطئ على رقبته فقال الذي تحته والله لا يغفر الله لك أبدا فقال الله عز وجل تألى على عبدي أن لا أغفر لعبدي فإني قد غفرت له. رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح. وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال لا تعجلوا بمدح الناس ولا بذمهم فإنك أو لعلك أن تر من أخيك شيئا اليوم يعجبك لعله أن يسوءك غدا ولعلك ان تر منه اليوم شيئا يسوؤك لعله يعجبك غدا وإن الناس يغترون وإنما يغفر الله يوم القيامة والله أرحم بعبده يوم يلقاه من أم واحد فرشت له بأرض فئ ثم لمست فان كانت شوكة كانت بها قبله. وإن كانت له لدغة كانت بها قبله. رواه الطبراني وإسناده منقطع.
قلت وتأتي أحاديث في باب الاستغفار لأهل الكبائر.
(باب فيمن خاف من ذنوبه) عن عبد الله يعنى ابن مسعود أن رجلا لم يعمل من الخير شيئا قط إلا التوحيد فلما حضرته الوفاة قال لأهله إذا أنا مت فخذوني فاحرقوني حتى تدعوني حممة (1) ثم اطحنوني ثم ذروني في البحر في يوم راح (2) قال ففعلوا به ذلك فإذا هو في قبضة الله عز وجل فقال الله عز وجل ما حملك على ما صنعت قال مخافتك قال فغفر الله عز وجل له (3). وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بمثله. رواهما أحمد ورجال حديث أبي هريرة رجال الصحيح. وإسناد ابن مسعود حسن. وعن عبد الله قال كان رجل كثير المال لما حضره الموت قال لأهله إن فعلتم ما أمرتكم به أورثتكم مالا كثيرا قالوا نعم قال إذا مت فاحرقوني ثم اطحنوني فإذا كان يوم ريح فارتقوا فوق قلة جبل فاذروني فان الله إن قدر على لم يغفر لي ففعل ذلك به فاجتمع في يدي الله فقال ما حملك على ما صنعت قال يا رب مخافتك قال فاذهب فقد غفرت لك، وفى رواية وكان الرجل نباشا فغفر له لخوفه. رواه أبو يعلى بسندين ورجالهما رجال الصحيح. ورواه