(باب التأمين على الدعاء) عن أبي هبيرة عن حبيب بن مسلمة الفهري وكان مستجابا أنه أمر على جيش فدرب الدروب فلما لقى العدو قال للناس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يجتمع ملا فيدعو بعضهم ويؤمن سائرهم إلا أجابهم الله ثم أنه حمد الله وأثنى عليه وقال اللهم احقن دماءنا واجعل أجورنا أجور الشهداء فبينا هم على ذلك إذ نزل الهنباط أمير العدو فدخل على حبيب سرادقه. رواه الطبراني وقال: الهنباط بالرومية صاحب الجيش. ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث.
(باب الحث على طلب الجنة) عن أبي موسى أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقال أعجزت أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل فقال أصحابه وما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله فقال إن موسى حين أمر أن يسير ببني إسرائيل ضل الطريق فسأل بني إسرائيل ما هذا فقال علماء بني إسرائيل إن يوسف لما (1) حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه فقال لهم موسى وأيكم يدرى أين قبر يوسف فقال له بنو إسرائيل (2) ما يدرى أين قبر يوسف إلا عجوز بني إسرائيل فأرسل إليها فقال دليني على قبر يوسف فقالت لا والله حتى تعطيني حكمي قال وما حكمك قالت أكون معك في الجنة فكأنه ثقل ذلك عليه فقيل له أعطها حكمها فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقع ماء فقالت انضبوا هذا المكان فلما أنضبوه قالت احفروا في هذا المكان فلما احتفروا أخرجوا عظام يوسف صلى الله عليه وسلم فلما استقلوها من الأرض إذا الطريق (3) مثل النهار. رواه الطبراني، ورواه أبو يعلى ولفظه عن أبي موسى (4) قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فأكرمه فقال له ائتنا فأتاه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سل حاجتك فقال ناقة نركبها وأعنز يحلبها أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل فقال إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر ضلوا الطريق فقال ما هذا فقال علماؤهم إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا قال فمن يعلم موضع قبره قال عجوز من بني إسرائيل فبعث إليها فأتته