البحر فوجدهم يضربون لبنا أو يصنعون لبنا فسألهم كيف تأخذون على هذا اللبن قال فأخبروه فلبن معهم فكان يأكل من عمل يده فإذا كان حين الصلاة قام يصلى فرفع ذلك العمال إلى دهقانهم أن فينا رجلا يفعل كذا وكذا فأرسل إليه فأبى أن يأتيه ثلاث مرات ثم إنه جاء يسير على دابته فلما رآه فر فاتبعه فسبقه فقال انتظرني أكلمك فقام حتى كلمه فأخبره خبره فلما أخبره أنه كان ملكا وانه فر من رهبة ربه قال إني لأظنني لاحق بك قال فاتبعه فعبدا الله حتى ماتا برميلة مصر، قال عبد الله لو أنى كنت ثم لاهتديت إلى قبريهما بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصف لنا. رواه البزاز والطبراني في الأوسط والكبير وإسناده حسن.
(باب ما جاء في المواعظ) قلت قد تقدم في كتاب العلم في باب ما جاء في القصص أدب القاص.
(باب) عن سعد بن أبي وقاص في قول الله تعالى (الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص الآية) قال نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زمانا فقالوا يا رسول الله لو حدثتنا فأنزل الله (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها الآية) كل ذلك يؤمرون بالقرآن، قال خلاد وزاد فيه غيره قالوا يا رسول الله لو ذكرتنا فأنزل الله تعالى (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق). رواه أبو يعلى والبزاز نحوه وفيه الحسين بن عمرو العنقزي ووثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح وهو غير خلاد هذا أقدم.
(باب الايجاز في الموعظة) عن سهل بن سعد الساعدي قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه استغناؤه عن الناس. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل عليه السلام أحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك ملاقيه وعش ما شئت فإنك ميت، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوجز لي جبريل عليه السلام في الخطبة.