رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيناه فانحنا بالباب وما في الناس أبغض إلينا من رجل نلج عليه فما خرجنا حتى ما كان في الناس أحب إلينا من رجل دخلنا عليه فقال قائل منا يا رسول الله الا سألت ربك ملكا كملك سليمان قال فضحك ثم قال فلعل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة منهم من اتخذ بها دنياه فأعطيها ومنهم من دعا بها على قومه إذ عصوه فأهلكوا بها وإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربى شفاعة لامتي يوم القيامة. رواه الطبراني والبزار ورجالهما ثقات. وعن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل نبي قد أعطى عطية فتنجزها وإني اختبأت عطيتي شفاعة لامتي. رواه البزار وأبو يعلى وأحمد وإسناده حسن لكثرة طرقه. وعن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأخلت لي الغنائم ولم تحل لنبي كان قبلي ونصرت بالرعب مسيرة شهر على عدوى وبعثت إلى كل احمر وأسود وأعطيت الشفاعة وهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئا. رواه البزار باسنادين حسنين.
قلت وقد تقدم لهذا الحديث طرق في التيمم وطرق في علامات النبوة (1) في عموم بعثته صلى الله عليه وسلم. وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ما تعمل أمتي بعدي فاخترت لهم الشفاعة يوم القيامة.
(باب منه في الشفاعة) عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم وقال إن الشمس يوم القيامة تدنو حتى يبلغ العرق نصف الاذن فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم صلى الله عليه وسلم فيقول لست بصاحب ذاك ثم موسى صلى الله عليه وسلم فيقول كذلك ثم محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع فيقضى الله بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم - قلت هو في الصحيح باختصار من قوله فيقضى الله بين الخلق إلى آخره - رواه الطبراني في الأوسط عن مطلب بن شعيب عن عبد الله بن صالح وكلاهما قد وثق على ضعف فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن سلمان قال تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين ثم تدنى من جماجم الناس قال فذكر الحديث قال فيأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون يا نبي الله أنت الذي