صنعت ذلك فهل تجد لي من رخصة فأنزل الله (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبذل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) فقال وحشي يا محمد هذا شرط شديد إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فلعلي لا أقدر على هذا فأنزل الله عز وجل (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فقال وحشي يا محمد أرى بعد مشيئة فلا أدرى يغفر لي أم لا فهل غير هذا فأنزل الله (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) قال وحشي هذا نعم فأسلم فقال الناس يا رسول الله إنا أصبنا ما أصاب وحشي قال هي للمسلمين عامة.
رواه الطبراني وفيه أبين بن سليمان وهو ضعيف. قلت وقد تقدم في آخر الباب قبله قول أبي هريرة للفرزدق إياك أن تقطع رجاءك من رحمة الله.
(باب منه في سعة رحمة الله ومغفرته للذنوب وقوله) صلى الله عليه وسلم لو لم تذنبوا لذهب الله بكم عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفسي بيده أو الذي نفس محمد بيده لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله لغفر لكم والذي نفس محمد بيده أو والذي نفسي بيده لو لم تخطئوا لجاء الله عز وجل بقوم يخطئون ثم يستغفرون فيغفر لهم. رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفارة الذنب الندامة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون ليغفر لهم.
رواه أحمد والطبراني باختصار قوله كفارة الذنب الندامة في الكبير والأوسط، والبزاز وفيه يحيى بن عمرو بن مالك النكري وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.
وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم تذنبوا لخلق الله خلقا يذنبون ثم يغفر لهم. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وقال في الأوسط لخلق الله خلقا يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم وهو الغفور الرحيم. رواه البزاز بنحو الأوسط محالا على موقوف عبد الله بن عمرو ورجالهم ثقات وفى بعضهم خلاف. وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم. رواه البزاز وفيه يحيى بن كثير صاحب البصري وهو ضعيف. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل