خرج يوما عاصبا رأسه فقال في خطبته أما بعد يا معشر المهاجرين فإنكم قد أصبحتم تزيدون وأصبحت الأنصار لا تزيد على هيئتها التي هي عليها اليوم وان الأنصار عيبتي التي آويت إليها فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وعن قدامة بن إبراهيم قال رأيت الحجاج يضرب عباس بن سهل في أمر ابن الزبير فأتاه سهل بن سعد وهو شيخ كبير له ضفران وعليه ثوبان إزار ورداء فوقف بين السماطين فقال أبا حجاج ألا تحفظ فينا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال وما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم قال أوصى أن يحسن إلى محسن الأنصار ويعفى عن مسيئهم قال فأرسله. رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط والكبير بأسانيد في أحدها عبد الله بن مصعب وفى الآخر عبد المهيمن بن عباس وكلاهما ضعيف. وعن سعد يعنى ابن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقبلوا من محسن الأنصار وتجاوزوا عن مسيئهم. رواه البزاز وفيه صدقة بن عبد الله السمين وثقه دحيم وأبو حاتم وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
وعن زيد بن سعد عن أبيه أن النبيص لي الله عليه وسلم لما نعيت إليه نفسه خرج متلفعا في أخلاق ثياب عليه حتى جلس على المنبر فسمع الناس به وأهل السوق فحضروا المسجد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس احفظوني في هذا الحي من الأنصار فإنهم كرشي الذي آكل فيها وعيبتي اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم. رواه الطبراني وزيد بن سعد بن زيد الأشهلي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن مهاجر بن دينار أن أبا سعيد الأنصاري مر بمروان يوم الدار وهو صريع فقال يا ابن الزرقاء قالوا علم أنك حي أجزت عليك فحقدها عليه عبد الملك فلما استخلف عبد الملك أتى به فقال أبو سعيد احفظ في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الملك بن مروان وما ذاك فقال احفظوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم وكان أبو سعيد زوج أسماء بنت يزيد بن السكن بن عمرو بن حرام. رواه الطبراني، ورجاله ثقات. وعن عبد الله بن عمرو قال كتب أبو بكر إلى عمرو بن العاص أما بعد فقد عرفت وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأنصار عند موته اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم.
رواه البزاز وحسن إسناده ورواه الطبراني، ورجاله وثقوا وفيهم خلاف. وعن ابن عباس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له هذه الأنصار رجالها ونساؤها في المسجد