واديا وسلكت الأنصار شعبة لاتبعت شعبة الأنصار ولولا الهجرة لكنت أمرا من الأنصار فمن ولى من أمرهم شيئا فليحسن إلى محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم ومن أفزعهم فقد أفزع هذا الذي بين هذين، وأشار إلى صدره يعنى قلبه. رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف. وقال ابن دقيق العيد إنه وثق، وبقية رجاله ثقات. وعن ابن شفيع وكان طبيبا قال دعاني أسيد بن حضير فقطعت له عرق النساء فحدثني بحديثين قال أتاني أهل بيتين من قومي أهل بيت من طفر وأج هل بيت من بنى معاوية فقالوا كلم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لنا أو يعطينا أو نحو هذا فكلمته فقال نعم أقسم لكل واحد (1) منهم شطرا فان عاد الله علينا عدنا عليهم قال قلت جزاك الله خيرا يا رسول الله قال وأنتم فجزاكم الله خيرا فإنكم ما علمتكم أعفة صبر إنكم ستلقون أثرة بعدي فلما كان عمر بن الخطاب قسم بين الناس فبعث إلى منها بحلة فاستصغرتها فبينا أنا أصلى إذ مر بي شاب من قريش عليه حلة من تلك الحلل يجرها فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم ستلقون أثرة بعدي فقلت صدق الله ورسوله فانطلق رجل إلى عمر فأخبره فجاء وأنا أصلى فقال صل أبا أسيد فلما قضيت صلاتي قال كيف قلت فأخبرته فقال تلك حلة بعثت بها إلى فلان وهو بدري أحدي عقبى فأتاه هذا الفتى فابتاعها منه فلبسها فظننت ان ذلك يكون في زماني قال قلت قد والله يا أمير المؤمنين ظننت أن ذلك لا يكون في زمانك قلت في الصحيح وغيره إنكم ستلقون بعدي أثرة رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس وهو ثقة. وعن جابر بن عبد الله قال أمر أبى بحريرة صنعت ثم أمرني فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو في منزله قال فقال لي ماذا معك يا جابر ألحم هذا قلت لا فأتيت أبى فقال هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نعم قال فهل سمعته يقول شيئا قال قلت نعم قال لي ماذا معك يا جابر ألحم هذا قال لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون اشتهى اللحم فأمر بشاة لنا داجن (2) فذبحت ثم أمرها فشويت ثم أمرني فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي ماذا معك يا جابر فأخبرته فقال جزى الله الأنصار عنا خيرا ولا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام وسعد بن عبادة. رواه أبو يعلى بإسنادين ورجال أحدهما
(٣٣)