أخضبوا لحاهم وقالوا رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم قسما وحظا ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقوا. وفى رواية عن أبي سعيد أيضا قال قال رجل من الأنصار لأصحابه أما والله لقد كنت أحدثكم ان لو استقامت الأمور لقد أثر عليكم قال فردوا عليه ردا عنيفا قال فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءهم فقال لهم أشياء لا أحفظها قالوا بلى يا رسول الله فقال فكنتم لا تركبون الخيل قال فكلما قال لهم شيئا قالوا بلى يا رسول الله قال فلما رآهم لا يردون عليه. قلت فذكر نحوه وقال في آخره الأنصار كرشي وأهل بيتي وعيبتي التي أويت إليها فاعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم قال أبو سعيد قلت لمعاوية إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أنا سنرى بعده أثرة قال معاوية فما أمركم قلت أمرنا أن قال اصبروا إذا وفى رواية فاصبروا حتى تلقوني على الحوض. رواها أحمد كلها وأبو يعلى (1) بالرواية التي قال فيها فقال رجل من الأنصار لأصحابه، ورجال الرواية الأولى لأحمد رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع. وعن أبي هريرة وأبى سعيد نحو ما تقدم باختصار. رواه أحمد ورجالهما رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع. وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما فتحت حنين بعث سرايا فأتوا بالإبل والشاء فقسموها في قريش فوجدنا أيها الأنصار فبلغه ذلك فجمعنا فخطبنا فقال ألا ترضون أنكم أعطيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله لو سلك الناس واديا وسلكتم شعبا لاتبعت شعبتكم قالوا رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح وعن السائب بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم الفئ الذي أفاء الله بحنين من غنائم هوازن فأحسن فأفشى في أهل من قريش وغيرهم فغضبت الأنصار فلما سمع بذلك النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم في منازلهم ثم قال من كان ههنا من الأنصار فليخرج إلى رحلة ثم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله عز وجل ثم قال يا معشر الأنصار قد بلغني من حديثكم في هذه المغنم التي آثرت بها أناسا أتألفهم على الاسلام لعلهم أن يشهدوا بعد اليوم وقد أدخل الله قلوبهم الاسلام ثم قال يا معشر الأنصار ألم يمن الله عليكم بالايمان وخصكم بالكرامة وسماكم بأحسن الأسماء أنصار الله وأنصار رسوله ولولا الهجرة لكنت أمرا من الأنصار ولو سلك الناس واديا وسلكتم واديا لسلكت
(٣٠)