ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ عن علي بن جعفر عن أبي عبد الله (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله استلموا الركن فإنه يمين الله في خلقه فصافح بها خلقه فصافحه العبد أو الرجل ويشهد له استلمه بالموافات وعن سعيد الأعرج عن أبي عبد الله (ع) قال سألته عن استلام الحجر من قبل الباب فقال أليس انما يريد أن يستلم الركن قلت نعم قال يجزيك حيث ما قالت يدك وفي حديث معاوية بن عمار عن الصادق (ع) ثم يأتي الحجر الأسود فيقبله ويستلمه أو يشير إليه فإنه لا بد من ذلك مسألة وإذا لم يتمكن من الاستلام استلمه بيده وقبل يده وإذا لم يتمكن من ذلك أشار إليه بيده وبه قال الشافعي وقال مالك يضع يده على فيه ولا يقبلها ويدل على ما ذكرناه من الاستلام باليد رواية سعيد الأعرج وعلى الإشارة ما رواه سيف التمار قال قلت لأبي عبد الله (ع) اتيت الحجر الأسود فوجدت عليه زحاما فلم الق الا رجلا من أصحابنا فسألته فقال لا بد من استلامه فقال إنه وجدته خاليا والا فسلم من بعيد وعن محمد بن عبد الله قال سأل الرضا (ع) عن الحجر الأسود أيقابل عليه الناس إذا كثروا قالوا إذا كان كذلك فأوم بيدك إذا ثبت هذا فان الاستلام مستحب وليس بواجب لان الأصل عده الوجوب ويدل عليه ما رواه الشيخ في الحسن عن معوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) عن رجل حج ولم يستلم الحجر فقال هو من السنة فان لم يقدر عليه فالله أولى بالعذر وفي الصحيح عن يعقوب بن شعيب قال قلت لأبي عبد الله (ع) اني لا أخلص إلى الحجر الأسود فقال إذا طفت طواف الفريضة فلا يضره وفي الصحيح عن معوية بن عمار قال سألت أبا عبد الله (ع) عن رجل حج فلم يستلم الحجر ولم يدخل الكعبة قال هو من السنة فان لم يقدر فالله أولى بالعذر وفي الصحيح عن معوية بن عمار قال قال أبو بصير لأبي عبد الله (ع) ان أهل مكة أنكروا عليك انك لا يقبل الحجر الأسود وقد قبله رسول الله صلى الله عليه وآله فقال إنه رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا انتهى اي الحجر افرحوا له وانا لا يفرحون لي إذا عرفت هذا فالاستلام غير مهموز قال السيد المرتضى لأنه أفعال من السلام وهو الحجار فإذا مسن الحجر بيديه ومسحه بها قيل استلم اي مس السلام بيده وقد قيل إنه مأخوذ من السلام اي انه يجئ نفسه عن الحجر إذ ليس الحجر ممن يجيبه وهذا كما يقال اختدم إذا لم يكن له خادم وانما خدم نفسه وحكى تغلب الهمزة وجعله وجها ثانيا لترك الهمزة و فسره بأنه أتحده جنة وسلاما من السلامة وهي الدرع وهو حسن وقد حكى عن ابن الأعرابي أيضا مسألة ومقطوع اليد يستلم الحجر بموضع القطع فان كانت مقطوعة من المرفق استلمه بشماله رواه الشيخ عن السكوني عن جعفر عن ابائه (عل) ان (ع) سئل كيف يستلم الأقطع قال يستلم الحجر من حيث القطع فان كانت من المرفق استلم الحجر بشماله مسألة ويستحب ان يستلم الركن اليماني وتقبله فان لم يتمكن استلمه بيده وقبل يده وبه قال احمد في رواية الحرمي عنه وقال الشافعي يستحب ان يستلم بيده وتقبل بيده ولا يقبله وقال أبو حنيفة لا يستلمه وقال مالك يستلمه ولا يقبل يده وانما يضعها على فيه لنا ما رواه الجمهور عن مجاهد عن ابن عباس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله إذا استلم الركن قبله ووضع خدة الأيمن عليه عن ابن عمر ان رسو ل الله صلى الله عليه وآله كان لا يستلم الحجر والركن اليماني قال ابن عمر ما تركت استلام هذين الركنين اليماني والحجر منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يستلمها في شدة ولا رخاء ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ عن إبراهيم بن غياث عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يستلم الركن الا الركن الأسود واليماني وتقبلهما وتضع خده عليهما ورأيت أبي يفعله قال ابن عبد البر اجمع علماء على استلام الركنين وانما اختلفوا في التقبيل فشركه قوم بينهما وخص قدم الحجرية مسألة ويستحب استلام الأركان كلها وآكدها الحجر واليماني وهو اخر الأركان الأربعة قبله أهل اليمن وهو يلي الركن الذي فيه الحجر ويتلوهما في الفضل الركنان الباقيان الشاميان ذهب إليه علماؤنا وبه قال ابن عباس وجابر وابن الزبير وأنكر الفقهاء الأربعة استلام الشاميين لنا ما رواه الجمهور عن أبي الطفيل قال لما قدم معاوية مكة وابن عباس بها فاستلم ابن عباس الأركان كلها فقال معاوية ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يستلم الا ركنين اليمانين فقال ابن عباس ليس من البيت شئ مهجور ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ عن إبراهيم بن أبي محمود قال قلت للرضا) (ع) استلم اليماني والشامي والعربي قال نعم ولأنهما بركنان واستحب استلامهما كاليمانين احتج الجمهور لما رواه ابن عمر قال النبي صلى الله عليه وآله مستلم الركن اليماني والأسود في كل طوفه ولا يستلم الركنين الذين بلسان الحجر قال ابن عمر ما رواه ان يستلم الركنين الذين يليان الحجر الا لان البيت لم يتم على قواعد إبراهيم (ع) ولان الشاميين لم يبنا على قواعد إبراهيم (ع) وهذا الركن أعني الحجر بنى على قواعد إبراهيم (ع) والجواب ان رواية الاثبات مقدمة ويحتمل ان الرسول صلى الله عليه وآله كان يقف عند اليمانين أكثر من وقوفه عند الشاميين من الازدحام فتوهم الراوي انه يستلم اليمانين خاصة ورواية غياث بن إبراهيم عن النبي صلى الله عليه وآله انه لم يكن يستلم الا الركنين الأسود واليماني ضعيفة السند مقطوعة واما رواية جميل بن صالح الصحيحة عن أبي عبد الله (ع) قال كنت أطوف بالبيت وإذا رجل يقول ما يأت هذين الركنين يستلمان ولا يستلم هذان فقلت ان رسول الله صلى الله عليه وآله استلم هذين ولم يعرض لهذين فلا يعرض إذا لم يعرض
(٦٩٤)