أبو الحسن (ع) عن ذلك فقال صل فيه فقال له حسن بن علي بن فضال اني مررت به ليلا أو نهارا فعرس وانما التعرس بالليل فيقال نعم ان مررت به ليلا أو نهارا فعرس فيه لان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يفعل ذلك مسألة يستحب اتيان المساجد كلها بالمدينة مثل مسجد قبا ومشربه أم إبراهيم ومسجد الأحزاب وهو مسجد الفتح ومسجد الفضيح وقبور الشهداء كلهم وتأتي قبر حمزة بأحد ولا يتركه إلا عند الضرورة روى الشيخ في الصحيح عن معاوية بن عمار قال قال أبو عبد الله (ع) لا تدع اتيان المشاهد كلها مسجد قبا فإنه المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم ومشربه أم إبراهيم ومسجد الفضيح وقبور الشهداء ومسجد الأحزاب وهو مسجد الفتح قال وبلغت ان النبي صلى الله عليه وآله كان إذا أتى قبور الشهداء قال السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار وليكن فيما يقول عند مسجد الفتح يا صريخ المكروبين ويا مجيب المضطرين اكشف همي وغمي وكربي كما كشفت عن نبيك همه وغمه وكربه كفيته هول عدوه في هذا المكان وعن عقبة بن خالد قال سألت أبا عبد الله (ع) انا نأتي المساجد التي حول المدينة قبابها ابدا قال ابدا بقبا فصل فيه وأكثر فإنه أول مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله في هذه العرصة ثم ائت مشربة أم إبراهيم فصل فيه فهو مسكن رسول الله صلى الله عليه وآله ومصلاه ثم مسجد الفضيح وصل فيه فقد صلى فيه نبيك فإذا مضيت هذا الجانب ائت أحد فبدأت بالمسجد الذي دون الحرة فصليت فيه ثم مررت بقبر حمزة بن عبد المطلب فسلمت عليه ثم مررت بقبور الشهداء فقمت عندهم فقلت السلام عليكم يا أهل الديار أنتم لنا فرط وانا بكم لاحقون ثم تأتي المسجد الذي في المكان الواسع إلى جنب الجبل عن يمينك حين تدخل أحدا فتصلى فيه فعنده خرج النبي صلى الله عليه وآله إلى أحد حيث لقى المشركين فلم يرحلوا حتى حضرت الصلاة فيصلى فيه ثم مرابضا حتى ترجع فيصلي عند قبور الشهداء ما كتب الله لك ثم امض على وجهك حتى تأتي مسجد الأحزاب فتصلي عنده وتدعو فيه فان رسول الله صلى الله عليه وآله دعا فيه يوم الأحزاب وقال يا صريخ المكروبين ويا مجيب المضطرين ويا مغيب المهمومين اكشف همي وكربي وغمي فقد ترى حالي وحال أصحابي مسألة ومسجد غدير خم موضع شريف فيه نصب رسول الله صلى الله عليه وآله عليا (ع) إماما للأنام واظهر فيه شرفه وعظم منزلته عند الله وقربه منه واخذ له البيعة على المسلمين كافة في حجة الوداع فيستحب الصلاة فيه والاكثار عن الدعاء روى الشيخ في الصحيح عن عبد الرحمن بن الحجاج قال سألت أبا إبراهيم (ع) عن الصلاة في مسجد خم بالنهار وانا مسافر فقال صل فيه فان فيه فضلا وقد كان أبي يأمر بذلك وعن ابان عن أبي عبد الله (ع) قال يستحب الصلاة في مسجد الغدير لان النبي (ص) أقام فيه أمير المؤمنين (ع) وهو موضع أظهر الله فيه الحق وروى ابن بابويه عن حسان الجمال قال حملت أبا عبد الله (ع) من المدينة إلى مكة فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر في ميسرة المسجد فقال ذلك موضع قدم رسول الله صلى الله عليه وآله حيث قال من كنت مولاه فعلى مولاه ثم نظر إلى الجانب الاخر وقال ذلك موضع فسطاط المنافقين فلما رأوه رافع يديه قال بعضهم انظروا إلى عينيه يدوران كأن عين مجنون فنزل جبرئيل (ع) بهذه الآية وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون وما هو الا ذكر للعالمين الفصل الثاني في زيارة فاطمة (ع) وفيها فضل كثير وثواب جزيل روى الشيخ عن زيد بن عبد الملك عن أبيه عن جده قال دخلت علي فاطمة (عه) فبدأتني بالسلام قالت ما غلا بك قلت طلب قالت أخبرني أبي وهو ذا هو انه من سلم عليه وعلى ثلاثة أيام أوجب الله له الجنة قلت لها في حياته وحياتك قالت نعم وبعد موتنا مسألة واختلف الرواية في موضع قبرها (عه) لأنها دفنت ليلا فروى أنها دفنت في الروضة بين القبر والمنبر لان رسول الله صلى الله عليه وآله قال بين قبري و منبري روضة من رياض الجنة فهي مدفونة هناك وروى أنها دفنت في بيتها فلما زاد بنو أمية المسجد صار من حملة المسجد وروى أنها مدفونة في البقيع قال الشيخ (ره) الروايتان الأوليتان كالمتغايرتين والأفضل عندي ان يزور الانسان من الموضعين جميعا فإنه يجوز به اجرا عظيما واما من قال إنها دفنت في البقيع فبعيد من الصواب قال ابن بابويه والصحيح عندي انها دفنت في بيتها مسألة وصفة زيارتها ما رواه الشيخ عن المحمد العريضي قال حدثني أبو جعفر ذات يوم قال إذا صرت إلى قبر جدتك فقل ما يمتحنه امتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة وزعمنا انا لك أولياء ومصدقون وصابرون لكل ما أتانا به أبوك صلى الله عليه وآله وأتى به وصيه فانا نسألك ان كنا صدقناك الا لحقتينا بتصديقنا بهما بشراء أنفسنا لأنا قد اطهرنا بولايتك قال الشيخ (ره) هذه الزيارة وجدتها مروية لفاطمة (عه) وذكر أصحابنا (ره) زيارة أخرى والزيارات هناك كثيرة فلتطلب من موضعها الفصل الثالث في زيارة أمير المؤمنين (ع) ونسبه وموضع قبره علي بن أبي طالب عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أمير المؤمنين وصى سول الله صلى الله عليه وآله سيد الوصيين وكنيته أبو الحسن ولد بمكة في نفس الكعبة يوم الجمعة ثلث عشر ليلة خلت من رجب بعد عام الفيل بثلثين سنة وقبض (ع) قتلا بالكوفة ليلة الجمعة لتسع ليال بقين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة وله يومئذ ثلث وستون منه وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف هو أول هاشمي ولد في الاسلام من هاشميين وقبره
(٨٨٩)