عليه انما الهدى على المتمتع وعن علي بن يقطين قال سألت أبا الحسن موسى (ع) عن الرجل المراة يتمتعان بالعمرة إلى الحج ثم يدخلان مكة يوم عرفة كيف يصنعان قال يجعلانها حجة مفردة وحد المتعة إلى يوم التروية وعن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله (ع) قال إذا قدمت مكة يوم التروية وقد غربت الشمس فليس لك متعه وامض كما أنت بحجك وهذه الروايات كلها محموله على من خاف فوت الموقفين للجمع بين الروايات ولما ذكرنا من الدليل ويؤيده ما رواه الشيخ في الصحيح عن الحلبي عن أبي عبد الله (ع) قال سألته عن رجل أهل بالحج والعمرة جميعا ثم قدم مكة والناس بعرفات فخشى ان هو طاف وسعى بين الصفا والمروة ان يفوته الموقف فقال يدع العمرة فإذا لتم حجه صنع كما صنعت عايشه ولا هدى عليه والتقييد بخوف الفوات هنا يقتضي تقييده في الأحاديث المتقدمة حملا للمطلق على المقيد ويدل على ذلك أيضا تفاوت التقرير في الاختبار ففي بعضها ان أدرك الناس بمني وفي بعضها إذا غربت الشمس من يوم التروية أدرك العمرة وفي بعضها إلى السحر من ليلة عرفة وفي رواية محمد بن سرو قال كتبت إلى أبي الحسن الثالث (ع) ما يقول في رجل متمتع بالعمرة إلى الحج والى غداة عرفه وخرج الناس من منى إلى عرفات عمرته قائمة أو قد ذهبت منه إلى وقت عمرته إذا كان متمتعا بالعمرة إلى الحج فلم يواف ليلة التروية ولا يوم التروية فكيف يصنع فوقع ساعة دخل مكة انشاء الله يطوف ويصلي ركعتين ويسعى ويقصر ويحرم بحجه ويمضى إلى الموقف ويفيض مع الامام والضابط ما ذكرناه نحن المقصد الثاني في أفعال الحج وفيه فصول الأول في الاحرام بالحج قد ذكرنا فيما تقدم من كتابنا هذا أفعال العمرة المتمتع بها إلى الحج واحكامها وشرحنا ذلك مستوفي ونحن الآن نذكر أفعال حج التمتع بعد احلاله من العمرة ونبدأ بحديث ذكرها لجمهور صحيح عندهم رواه مسلم وأبو داود وابن تاجه عن جعفر بن محمد الصادق (ع) في صفة حج رسول الله صلى الله عليه وآله ثم يذكر بعد ذلك ما ورد من الأحاديث عندنا ونستوفي مسائل هذا المقصد بعون الله تعالى فنقول روى الجمهور عن جعفر بن محمد الصادق (ع) عن أبيه محمد الباقر (ع) عن جابر وذكر الحديث إلى أن قال فحل الناس كلهم وقصروا الا النبي صلى الله عليه وآله ومن كان معه هدى فلما كان يوم التروية وتوجهوا إلى منى فأهلوا بالحج وركب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى منى فصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس وأمر بقبة من شعر بضرب له همزة فامر رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يشك قريش الا انه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش يصنع في الجاهلية فاختار رسول الله صلى الله عليه وآله حتى إذا أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له همزة فنزل بها حتى إذا زالت الشمس امر بالقصوا فرحلت له فاتى بطن الوادي فخطب الناس وقال إن دمكم وأموالكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلد كم هذا الا كل شئ هي امر الجاهلية تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موضوع وان أول دم أضعه من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني سعد وقتله هذيل وريا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع وبانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله وأحللتم فروجهن بكلام الله ولكم عليهن أن لا يوطن فرشكم أحدا يكرهونه فان فطن ذلك فاضربوهن ضربا غير متبرج ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وقد تركت فيكم ما ان تضلوا بعده ان اعتصم به كتاب الله و أنتم تسئلون عني فما أنتم قائلون قالوا نشهد انك قد بلغت وأديت ونصحت فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ويبكيهما إلى الناس اللهم اشهد ثلث مرات ثم اذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئا ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أتى الموقف فجعل بطن باقية القصوا إلى الصخرات وجعل حبل المثناة بين يديه فاستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرض وأردف أسامة خلفه ودفع رسول الله صلى الله عليه وآله وقد سبق القصوى بالزمام حتى أن رأسها ليصيب ومورك رجله ويقول أيها الناس السكينة السكينة كل ما أتى جبلا من الجبال أرخى لها قليلا حتى يصعد حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء باذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وآله حتى طلع الفجر فصلي الصبح حتى تبين له الصبح باذان وإقامة ثم ركب القصوى حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا الله وكبره وهلله ووحده ولم يزل واقفا حتى أسفر جدا فدفع قبل أن تطلع الشمس وأردف الفضل بن عباس وكان رجلا حسن الشعر ابيض وسيما فلما رفع رسول الله صلى الله عليه وآله على وجه الفضل فحول الفضل وجهه إلى الشق الاخر بنظر فحول رسول الله صلى الله عليه وآله بيده من الشق الاخر على وجه الفضل فصرف وجهه من الشق الاخر ينظر حتى أتى بطن محسر فحرك قليلا ثم سلك الطريق الوسطى التي يخرج على الجمرة الكبرى التي عند الشجرة فرماها سبع حصيات بكر مع كل حصاة منها مثل حصاء الحذف من بطن الوادي ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلث وستين بدنه ثم أعطى عليا (ع) فنحرها عنه وأشركه في هديه ثم امر من كل بدنة بضعة فوضعت في قدر قد طبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وآله فاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر فاتى بنى عبد المطلب وهم يسقون على زمزم فقال امر هو بني عبد المطلب فلولا ان فغلبكم الناس على سقايتكم لرغب معكم فناولوه دلوا شرب منه قال عطا كان منزل النبي صلى الله عليه وآله (بمنى) بالخيف مسألة وإذا فرغ من أفعال العمرة وقصر فقد أحل من كل
(٧١٣)