بسم الله الرحمن الرحيم القاعدة الثانية في العقود وفيها كتب الكتاب الأول في التجارة وفيه مقاصد الأول في المقدمات وفيه فصول الأول في استحباب التجارة لا نعلم خلافا في جواز طلب الرزق بالمعاش في الحلال قال الله تعالى فاسعوا في مناكبها وكلوا من رزقه وروي ابن بابويه في الصحيح عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله الله عز وجل ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار قال رضوان الله والجنة في الآخرة والسعة في الرزق والمعاش وحسن الخلف في الدنيا وعن دريح بن يزيد المحاربي عن أبي عبد الله عليه السلام قال نعم العون الدنيا على الآخرة وقال عليه السلام ليس منا من لا يرى دنياه لاخرته ولا اخرته لدنياه روي عن العالم عليه السلام أنه قال اعمل لدنياك كأنك تعيش أبد ا واعمل لاخرتك كأنك تموت غدا وقال رسول الله صلى الله عليه وآله نعم العون على تقوى الله الغنى وروى عمر بن أذينة عن الصادق عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالى لبحث الأعراف في طلب الرزق ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال اللهم بارك لامتي في بكورها وروى حماد اللحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال لا تكسلوا في طلب معايشكم فان ابائنا كانوا يركضون فيها ويطلبونها وقال أبو جعفر عليه السلام اني أجدني أمقت الرجل يتعذر عليه طلب المكاسب فيلقى على قفاه ويقول اللهم ارزقني ويدع ان ينشر في الأرض ويلتمس من فضل الله والذرة تخرج من حجرها يلتمس رزقها وقال أمير المؤمنين عليه السلام ان الله يحب التحرف الأمين وروى محمد بن عذافر عن أبيه قال دفع إلي أبي عبد الله عليه السلام سبع مائة دينار وقال يا عذافر اصرفها في شئ ما وقال ما افعل هذا على شره مني ولكن أحببت ان يراني الله تبارك وتعالى متعرضا لفوايده قال عذافر يجب فيها مائة دينار فقلت له في الطواف جعلت فداك قد رزق الله عز وجل فيها مائة دينار وقال أثبتها في رأس مالي وروى علي بن حمزة قال رأيت أبا الحسن عليه السلام يعمل في ارض له وقد استبقت قدماه في العرق فقلت له جعلت فداك أين الرجال فقال يا علي عمل باليد من هو خير مني ومن أبي في ارضه فقلت من هو فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وآبائي عليهم السلام كلهم قد عملوا بأبدانهم وهو عمل النبيين والمرسلين والصالحين وروى شريف بن سابق التغلبي عن الفضل بن أبي قرة الكوفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام انك نعم العبد لولا انك تأكل من بيت المال ولا تعمل بيدك شيئا قال فبكى داود عليه السلام فأوحى الله عز وجل إلى الحديد ان لن لعبدي داود فالآن الله تعالى له الحديد فكان يعمل كل يوم ردعا يبعها بألف درهم يعلم عليه ثلاثة مائة وستين درعا فباعها بثلاث مائة الف وستين ألفا واستغنى عن بيت المال كان أمير المؤمنين عليه السلام يخرج في المهاجرة في الحاجة قد كفها يريد أن يراه الله يتعب نفسه في طلب الحلال وقال علي بن الحسين عليه السلام ان من سعادة المرء ان يكون متجره في بلاده ويكون له أولاد خلطاؤه وصالحون ويكون له أولاد يستعين بهم وعن الفضل بن يسار قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام اني تركت التجارة قال لا تفعل افتح بابك وابسط بساطك
(٩٩٨)