لا يجزيه لنا ان كل صلاتين جاز الجمع بينهما جاز التفريق بينها كالظهر والعصر بعرفه وما تقدم من الاخبار احتجوا بان النبي صلى الله عليه وآله جمع بين الصلاتين فكان نسكا وقال خذوا عني مناسككم ولأنه قال لأسامة الصلاة امامك والجواب انه محمول على الاستحباب لئلا ينقطع سيرته الخامس لو فاته مع الامام الجمع جمع منفردا وهو قول العلماء كافة لان الثانية منهما تصلي في وقتها بخلاف العصر مع الظهر عند المخالف السادس لو عاقه في الطريق عايق وخاف ان يذهب أكثر الليل صلى في الطريق ليلا يفوت الوقت رواه الشيخ عن محمد بن سماعة بن مهران قال قلت لأبي عبد الله (ع) الرجل صلى المغرب والعتمة في الموقف قال قد فعله رسول الله (ص) صلاهما في الشعب وفي الصحيح عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع) قال عبر محمد أبي بين عرفه والمزدلفة فنزل فصلى المغرب وصلى العشاء بالمزدلفة وفي الصحيح عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (ع) قال لا بأس ان يصلي الرجل المغرب إذا أمسى بعرفة السابع ينبغي ان يصلي نوافل المغرب بعد العشاء ولا يفصل بين الصلاتين ولو فعل جاز ولكن الأولى أولى لرواية ابان وغيره وينبغي ان يصلي قبل حط الرجال لرواية أسامة ان النبي صلى الله عليه وآله أقام للمغرب ثم أباح الناس في منازلهم ولم يحلوا حتى أقام العشاء الآخرة فصلى ثم حلوا مسألة ويبيت تلك الليلة بالمزدلفة ويكثر فيها من ذكر الله تعالى والدعاء والتضرع والابتهال إليه روى الشيخ في الحسن عن معاوية الحلبي عن أبي عبد الله (ع) قال ولا تتجاوز الحياض ليلة المزدلفة ويقول اللهم هذه جمع اللهم إني أسئلك ان تجمع لي فيها جوامع الخير اللهم لا تؤيسني من الخير الذي سألتك ان تجمعه لي في قلبه ثم اطلب إليك ان تعرفني ما عرفت أوليائك في منزلي هذا وان تعينني جوامع الشر وان استطعت ان تحيى تلك الليلة فافعل فإنه بلغنا ان أبواب السماء لا تعلق تلك الليلة لأصوات المؤمنين لهم روى كدوي النحل لقول الله تعالى عز وجل ثناؤه انا ربكم وأنتم عبادي أو يتم حقي وحق على أن استجيب لكم فيحط تلك الليلة عمن أراد أن يحط عنه ذنوبه ويغفر لمن أراد أن يغفر له مسألة المبيت بالمزدلفة ليس بركن وان كان الوقوف بها ركنا وحكى عن الشعبي والنخعي انهما قالا المبيت بالمزدلفة ركن لنا ما رواه الجمهور عن عروة بن مضرس قال اتيت النبي صلى الله عليه وآله يجمع فقال من صلى معنى هذه الصلاة واتى عرفات قبل ذلك ليلا كان أو نهارا فقدتم حجه ولأنه مبيت في مكان فلم يكن ركنا كالمبيت بمنى احتج المخالف بما رواه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال من ترك المبيت بالمزدلفة فلا حج له والجواب المراد به من لم يبيت بها ولم يقف وقت الوقوف جمعا بين الأدلة البحث الثالث في الكيفية مسألة النية واجبة في النية واجبة في الوقوف بالمشعر لأنه عبادة فلا تصح بدونها قال الله تعالى وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين ولأنه عمل فلا بد فيه من النية لقوله (ع) انما الأعمال بالنيات وانما الامر ما نوى ويجب فيها التقرب إلى الله تعالى ونية الوجوب مسألة ويجب الوقوف بعد طلوع الفجر الثاني الذي يجب معه الصلاة فقال الشافعي يجوزان يدفع بعد نصف الليل ولم يجز قليل فأوجب الوقوف في النصف الثاني من الليل لنا ما رواه الجمهور في حديث جابر ان النبي صلى الله عليه وآله صلى الصبح حتى تبين له الصبح وفي حديث ابن سعود انه صلى الفجر حين طلع الفجر قايل يقول قد طلع وقال يقول لم يطلع ثم قال في اخر الحديث رأيت النبي صلى الله عليه وآله يفعله قال جابر ان النبي صلى الله عليه وآله لم يزل واقفا حتى أسفر جدا وقال صلى الله عليه وآله خذوا عني مناسككم وقال (ع) في جمع من وقف معنى حتى يدفع وقد وقف بعرفه قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضى تفثه ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ في الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال أصبح على ظهر بعدما يصلي الفجر فيقف إن شئت قريبا من الجبل وان يثبت حيث تثبت ولان الكفارة يجب لو أفاض قبل الفجر على ما يأتي وهي مرتبة على الذنب احتجوا بما روى عن النبي صلى الله عليه وآله انه امر أم سلمة فأفاضت في النصف الأخير من المزدلفة وروت عايشه ان سودة استأذنت رسول الله صلى الله عليه وآله ان يفيض من المزدلفة في النصف الأخير من الليل وكانت امرأة نبطية؟؟ فاذن لها وليت كنت استأذنته وعن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وآله اعتلمه بنى عبد المطلب وكان يلطخ أفخاذنا ويقول أمتي لا ترموا الجمرة العقبة حتى تطلع الشمس والجواب عن ذلك كله ان المعذورين كالنساء والصبيان والخايف يجوز لهم للإفاضة قبل طلوع الفجر عندنا على ما يأتي مسألة ويستحب ان يقف بعد أن يصلي الفجر ولو وقف قبل الصلاة إذا كان قد طلع الفجر أجزأه لأنه وقت مضيق فاستحب البدأة بالصلاة ويستحب ان يدعوا بعد أن يحمد الله تعالى ويثنى عليه ويذكر من الآية وحسن ما صنع به ما قدر عليه ثم يصلى على النبي صلى الله عليه وآله ويقول اللهم رب المشعر الحرام فك رقبتي من النار وأوسع على من الرزق الحلال وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس اللهم أنت خير مطلوب إليه وخير مدعو وخير مسؤول ولكل وافد جايزة فاجعل جائزتي في موطني هذا ان يقبل عثرتي وتقبل معذرتي وتجاوز عن خطيئتي ثم اجعل التقوى من الدنيا زادي يا ارحم الراحمين ثم أفض حتى شرف لك تيسره ويرى الإبل مواضع أخفافها رواه الشيخ في الصحيح عن معوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) مسألة
(٧٢٤)