ولك براى وبك حولي ومنك قوتي اللهم إني أعوذ بك من الفقر ومن وساوس الصدور ومن سيئات الامر ومن عذاب القبر اللهم إني أسئلك خير الرياح وأعوذ بك من شرما يجئ به الرياح وأسئلك خير الليل وخير النهار اللهم اجعل لي نورا وفي سمعي وبصري نورا ولحمي دمي وعظامي وعروقي ومقعدي ومقامي ومدخلي ومخرجي نورا وأعظم لي نورا يا رب يوم ألقاك انك على كل شئ قدير مسألة يستحب له ان يكر من الدعاء لإخوانه المؤمنين ويؤثرهم على نفسه روى الشيخ (ره) وعن إبراهيم بن هاشم ثم قال رأيت عبد الله بن جندب بالموقف فلم أو موقفا كان أحسن موقفه ما زال مادا يديه إلى السماء ودموعه يسيل على خديه حتى يبلغ الأرض فلما صرف الناس قلت يا أبا محمد ما رأيت موقفا قط أحسن من موقفك قال والله ما دعوت فيه الا لإخواني وذلك أن أبا الحسن موسى (ع) أخبرني انه من دعا لأخيه يظهر الغيب نودي عن العرش ذلك مائة الف ضعفه مثل فكرمت ان ادع مئة الف ضعف مضمونة اواحد لا أدري يستجاب أم لا وعن ابن أبي عمير قال كان عيسى بن أعين إذا حج فصار إلى الموقف اقبل على الدعاء لإخوانه حتى يفيض الناس قال فقيل له ينفق مالك وتتعب بدنك حتى إذا ضرب إلى الموضع الذي تثبت فيه الحوائج إلى الله تعالى أقبلت على الدعاء لإخوانك وتركت نفسك فقال إني على ثقة من دعوة الملك لي وفي شك من الدعاء لنفسي وعن إبراهيم بن أبي البلاد ان عبد الله بن جندب قال كنت في الموقفين فلما أفضت لقيت إبراهيم بن شعيب فسلمت عليه وكان مصابا بإحدى عينيه فإذا عينه الصحيحة حمرا كأنها علقة دم فقلت له قد أصبت بإحدى عينيه وانا والله مشفق على الأخرى فلم قصرت من البكاء قليلا قال والله يا أبا محمد ما دعوت اليوم لنفسي دعوه فقلت فلمن دعوت قال لإخواني اني سمعت أبا عبد الله (ع) يقول من دعا لأخيه بظهر الغيب وكل الله عز وجل به ملكا يقول ولك مثلاه فأردت أن أكون ادعو لإخواني ويكون الملك يدعوا لي لأني في شك من دعاني لنفسي ولست في شك من دعاء الملك مسألة ويستحب فيه الدعا الذي فيه دعاء زين العابدين علي بن الحسين (ع) في الموقف وهو طويل ذكره الشيخ (ره) في المصباح وهذه الأدعية مستحبة وليست واجبة انما الواجب الوقوف ولا نعلم في ذلك خلافا روى الشيخ عن علي بن عبد الله بن حداجة الأزدي قال قلت لأبي عبد الله (ع) رجل وقف بالموقف فاصابته دهشته الناس فبقي ينظر إلى الناس فلا يدعو حتى أفاض الناس فقال يجزيه وقوفه ثم البس قد صلى بعرفات الظهر والعصر وقنت ودعا قلت بلى قال بعرفات كلها موقف وما قرب من الجبل فهو أفضل وعن أبي يحيى بن زكريا الموصلي قال سألت العبد الصالح (ع) عن رجل وقف بالموقف فاتاه يعني أبيه أو يعني بعض ولده قبل أن يذكر الله بشئ ويدعو فاشتغل بالجزع والبكاء عن الدعاء ثم أفاض الناس فقال لا أرى عليه شئ وقد أساء فليستغفر الله اما لو صبر واحتسب لأفاض من الموقف بحسنات أهل الموقف جمعا من غير أن ينقص من حسناتهم شئ البحث الثالث في الاحكام مسألة الوقوف بعرفه ركن من أركان الحج يبطل بالاخلال به عمدا الحج وهو قول علماء الاسلام روى الجمهور عن عبد الرحمن بن نعم الديلمي قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وآله بعرفه فجاءه نفر من أهل تجد وقالوا يا رسول الله كيف الحج قال الحج عرفه فمن جاء قبل الصلاة الفجر ليلة الجمع فقد تم حجه ولان النبي صلى الله عليه وآله وقف بعرفه وقال خذوا عني مناسككم وروى النبي صلى الله عليه وآله امر رجلا ينادي الحج عرفة ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ في الحسن عن الحلبي عن أبي عبد الله (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ارتفعوا عن بطن عرفه وقال أصحاب الادراك لا حج لهم وعن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال إذا وقعت بعرفات فادن من الهضاب والهضاب هي الجبال فان النبي صلى الله عليه وآله قال إن أصحاب الأراك لا حج لهم يعني الذين يقفون عند الأراك وإذا حكم (ع) يبقى الحج وقوفهم بحد من عرفه فنفيه مع عدم الوقوف أولى ولا يعارض ذلك ما رواه ابن فضال عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) قال الوقوف بالمشعر فريضة ولا وقوف بعرفه سنة لان المراد هنا بالسنة ما ثبت بالنقل عن الرسول صلى الله عليه وآله وسنة هو (ع) وبالفرض ما ثبت بالقران ولا ريب ان الوقوف بعرفه لم يثبت بالقران بل ما يسنه اما الوقوف بالمشعر فتثبت بالكتاب العزيز قال الله تعالى فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام مسألة ولو ترك الوقوف بعرفه ناسيا أو لعذر تداركه فان لم يتمكن ولحق الوقوف بالمشعر الحرام في وقته فقد أدرك الحج والا فقد فاته الحج رواه الشيخ في الصحيح عن الحلبي قال سألت أبا عبد الله (ع) عن الرجل يأتي بعد ما يفيض الناس من عرفات فقال إن كن في مهل حتى يأتي عرفات من ليلة فيقف بها ثم يفيض فلا يتم حجه حتى يأتي عرفات وان قدم وقد فاته عرفات فليقف بالمشعر الحرام فان الله تعالى أعذر لعبده وقد تم حجه ذا أدرك المشعر الحرام قبل طلوع الشمس وقبل ان يفيض الناس فيدرك الناس في المشعر قبل أن يفيض فان لم يدرك المشعر الحرام فقد فاته الحج فيجعلها عمرة مفردة عليه الحج من قابل وعن إدريس بن عبد الله قال سألت أبا عبد الله (ع) عن رجل أدرك الناس يجمع وخشي ان مضى إلى عرفات ان يفيض الناس من جمع قبل أن يدركها قال فان ظن أن يدرك الناس بجمع قبل طلوع الشمس فليأت عرفات وان خشى أن لا يدرك جمعا فليقف ثم ليفض مع الناس وقد أتم حجه وفي الصحيح عن معوية بن عمار عن أبي عبد
(٧١٩)