إذا دخل مسجدا أو غيره وإذا خرج، ولذلك رغب في المشي إلى المساجد للصلاة فيها والعبادات بقوله تعالى: ونكتب ما قدموا وآثارهم، قال مجاهد معناه: إنا نأمر ملائكتنا ليثبتوا جميع أفعالهم الصالحة حتى مشيهم إلى المساجد، فإن بني سلمة من الأنصار شكوا إلى رسول الله ص بعد منازلهم فنزلت الآية، و " آثارهم " أي خطأهم فمن مشى إلى مسجد كان له بكل خطوة أجر عظيم.
فصل:
وقوله تعالى: قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد، يأمر المكلفين أن يقيموا وجوهكم عند كل مسجد أي يتوجهوا إلى قبلة كل مسجد في الصلاة على الاستقامة، وقال الفراء: معناه إذا دخل عليك وقت صلاة في مسجد فصل فيه ولا تقل آتي مسجد قومي، وقيل: أي توجهوا بالإخلاص لله ولا تشتغلوا بما لا يليق فعله في المساجد من المكروهات والمحظورات بل من المباحات التي لا يستقبح في غير المتعبدات، ولا يختلف المعنى سواء كان مسجد مصدرا أو مكانا أو زمانا، فالمصدر عبارة عن الصلاة وأن لا يسجدوا إلا لله أي كلما صليتم فأقيموا وجوهكم لله، أي فلا تصلوا إلا لله وأقبلوا بصلاتكم عليه ولا تشغلوا قلوبكم بغيره، وأما المكان فعلى معنى كل مكان تصلون فيه ويؤول المعنى إلى الأول، وكذا إذا أريد به الزمان أي في أوقات صلاتكم أقيموا وجوهكم لله.
فصل:
وقوله: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد، أمر منه تعالى للمكلفين بالاستتار في الصلاة وفي المساجد، ففي الآية دلالة على أنه لا يجوز كشف الركبة أو الفخذ ولا السرة في شئ من المساجد فضلا عن كشف العورة فيها.
وقوله تعالى: وإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم، قيل: أراد بالبيوت المساجد، أي إذا دخلتموها فسلموا على من فيها من المؤمنين الذين هم بمنزلة أنفسكم، وإذا دخلتموها ولم