وذهب السيد المرتضى رضي الله عنه إلى وجوبه واحتج بما روي عنه ع من قوله:
مفتاحها التكبير وتحليلها التسليم، وهذا أولا خبر واحد لا يوجب علما ولا عملا خصوصا عند هذا السيد، وأيضا لو كان متواترا فهو دليل الخطاب ودليل الخطاب أيضا عنده وعندنا متروك بدليل آخر، وأيضا فما روي عنه ع من قوله: إنما صلاتنا هذه تكبير وقراءة وركوع وسجود، يعارض خبره وفيه ما يقويه وهو لفظ " إنما " المحققة المثبتة للمذكر النافية لما عداه وما ذكر التسليم أنه من جملة صلاتنا، وأيضا لو كان منها لكان إذا سلم المصلي ساهيا أو ناسيا في غير موضع التسليم لا يجب عليه سجدتا السهو ولا يقطع صلاته به وهذا لا يقوله أحد من أصحابنا.
وما اخترناه مذهب شيخنا أبي جعفر الطوسي رحمه الله في نهايته وجمله وعقوده ومذهب شيخنا المفيد، والأصل براءة الذمة فإن المرتضى قال في الناصريات: ما وجدت لأصحابنا في ذلك نصا، فقد أقر أنه لم يجد لهم في ذلك نصا ولا قولا. وقد ورد عنهم ع أنهم قالوا: اسكتوا عما سكت الله عنه، وهذا من ذلك.
ويستحب بعد التسليم والخروج من الصلاة أن يكبر وهو جالس ثلاث تكبيرات يرفع بكل واحدة يديه إلى شحمتي أذنيه، ثم يرسلهما إلى فخذيه في ترسل واحد ثم يقول:
لا إله إلا الله وحده وحده وحده أنجز وعده ونصر عبده وأعز جنده وغلب الأحزاب وحده فله الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير.
ثم يسبح تسبيح الزهراء ع وهو أربع وثلاثون تكبيرة، التكبير أول بلا خلاف وثلاث وثلاثون تحميدة، على الصحيح من المذهب وإنه بعد التكبير، وقال بعض أصحابنا: التسبيح بعد التكبير، والأول أظهر في الفتوى والقول.
وثلاث وثلاثون تسبيحة، ثم يصلى على النبي ص ويستغفر من ذنوبه ويدعو بما أحب ويسجد سجدة الشكر وصفتها أن يلصق ذراعيه وجؤجؤه بالأرض ويضع جبهته على موضع سجوده ثم خده الأيمن ثم خده الأيسر ثم يعيد جبهته ويدعو الله في خلال