لا تناسب إلا للكفار ومن يتلو تلوهم قمعا لأساس الكفر ومادة الزندقة ودفعا عن حوزة التوحيد، وعليه تكون تلك الروايات ظاهرة أو منصرفة إلى ما ذكر، وعليه تحمل رواية ابن القداح (1) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله في هدم القبور وكسر الصور.
ورواية السكوني (2) عنه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة فقال: لا تدع صورة إلا محوتها، ولا قبرا إلا سويته ولا كلبا إلا قتلته، فإن بعث رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين لذلك: دليل على اهتمامه به، والظاهر أن الصور كانت صور إليها كل والأصنام ومن بقايا آثار الكفر والجاهلية، ولا يبعد أن يكون الكلب في الرواية الثانية بكسر اللام وهو الكلب الذي عرضه داء الكلب وهو داء شبه الجنون يعرضه فإذا عقر انسانا عرضه ذلك الداء وما في بعض الروايات (3) من نكتة نجاسة الكلب أن النبي صلى الله عليه وآله أمر بقتله فهو سر التشريع على فرض ثبوت الرواية، وإلا فلم يأمر النبي صلى الله عليه وآله بقتل مطلق الكلاب حتى كلاب الصيد والماشية، بل جعل لها دية كما أن ما في رواية السكوني (4) عن أمير المؤمنين عليه السلام الكلب الأسود البهيم لا تأكل صيده لأن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بقتله من سر التشريع فإن أمر النبي صلى الله عليه وآله بقتل الكلاب الغير المؤذية: بعيد جدا لا يمكن تصديقه، وأما أن تكون الكلاب أو بعضها مورد تعظيم أناس وعبوديتهم بعيد، ولم ينقل إلينا، وإن لا يبعد شئ من جهال الناس كما اتخذوا البقر والشيطان معبودا، ولعل أمره بهدم القبور لأجل تعظيم الناس إياها بنحو العبادة للأصنام وكانوا يسجدون عليها، كما يشعر به بعض الروايات الناهية عن اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وآله قبلة ومسجدا،