المثل للعمل بلا شبهة، فلو منع مانع عبد غيره من عمل الصورة المجسمة لا يكون ضامنا، فلا يكون ذلك العمل مالا لدى الشارع فلا يجوز أخذ الأجر عليه ويكون الأخذ أكلا للمال بالباطل كما تقدم تقريره فراجع المسألة الثانية في الغناء فقد اختلف الكلمات في ماهيته وحكمه، ففسر بالسماع، وبالصوت، وبالصوت المطرب، وبالصوت المشتمل على الترجيع، أو هو مع الاطراب، وبالترجيع، وبالتطريب، وبه مع الترجيع، وبرفع الصوت مع الترجيع، وبمده، وبمده مع الترجيع والتطريب، أو أحدهما، وبتحسين الصوت، وبحسنه ذاتا، وبمده وموالاته، وبالصوت الموزون المفهم المحرك للقلب، وبمد الصوت المشتمل على الترجيع المطرب، أو ما يسمى في العرف غناء وإن لم يطرب، وبالصوت اللهوي، وبألحان أهل المعاصي والكبائر، وبما كان مناسبا لبعض آلات اللهو والرقص، وبالصوت المعد لمجالس اللهو، وبالصوت المثير لشهوة النكاح إلى غير ذلك، وعن المشهور أنه مد الصوت المشتمل على الترجيع المطرب.
وقد تصدى العلم الفقيه الشيخ محمد رضا آل الشيخ العلامة الشيخ محمد تقي رحمهما الله لتفسيره في رسالة لطيفة مستقلة (1) فقال: الغناء صوت الانسان الذي من شأنه ايجاد الطرب بتناسبه لمتعارف الناس، والطرب هو الخفة التي تعتري الانسان فتكاد أن تذهب بالعقل وتفعل فعل المسكر لمتعارف الناس أيضا.
ثم تصدى لتشييده بذكر مقدمة حاصلها، أن الغناء من أظهر مظاهر الحسن ولأجله يطلبه من يطلبه فلا بد لبيان ناموس الحسن فأقول: الحسن وإن كان مما تحير فيه العقول ويدرك ولا يوصف ولكنه في المركبات لا يخرج عن حد التناسب، فأينما وجد فالتناسب سببه، فالخط الحسن ما تناسب واواته وميماته، والشعر الحسن ما تناسب ألفاظه ومعانيه، ولا يوصف الحيوان بالحسن إلا إذا تناسبت أعضائه، ولا يقال للوجه إنه جميل إلا إذا تناسبت أجزائه وهكذا، والصوت بين مظاهر الحسن من أكثرها قبولا للتناسب فإذا كان الصوت متناسبا بمه، وزيره، وبزاته،