على العمل بروايته وقد صرح المحقق في محكي المسائل العزية بأنه من الثقات، والاجماع على العمل برواياته اجماع على العمل بروايات الحسين بن يزيد النوفلي فإن رواية السكوني من غير طريقه نادرة جدا، فيكون المنصرف من رواياته ما هي بطريقه مع أنه أيضا ممدوح بل حسن، إنما الاشكال في دلالتها، منشأه الشك في معنى الحداء هل هو بمعنى سوق الإبل مطلقا بأية وسيلة كان كما هو ظاهر القاموس قال: حدا الإبل وبها حدوا وحداء وحداء: زجرها وساقها، بناء على أن ساقها معنى آخر له مقابل زجرها، أو سوقها بمطلق الصوت الأعم من الغناء كما يظهر منه في كلمة (دى دى) قال: ما كان للناس حداء فضرب أعرابي غلامه وعض أصابعه فمشى وهو يقول (دى دى) أراد يا يدي فسارت الإبل على صوته فقال له: ألزمه وخلع عليه فهذا أصل الحداء (انتهى) (تأمل)، أو مشترك بين سوق الإبل مطلقا والتغني لها كما هو محتمل الصحاح والمنجد ومجمع البحرين، ففي الأول الحدو سوق الإبل والغناء لها، و قريب منه في تالييه أو هو سوق الإبل بالغناء كما هو محتمل عبارة الصحاح وبعده و ظاهر الوافي والمسالك وشرح الفقيه للمجلسي والرياض والمستند ومجمع البرهان وغيرها ففي الأول هو سوق الإبل بالترنم (1) وفي المسالك سوق الإبل بالغناء لها (2) ونحوه غيره والظاهر منهم تفسيره مطلقا لا ما هو موضوع الحكم الشرعي أو مورد استثناء الفقهاء أو هو مباين للغناء كما هو صريح مفتاح الكرامة (3) تمسكا بشهادة العرف وكأنه مال إليه في الجواهر (4) فإن كان عبارة عن التغني للإبل فتكون الرواية
(٢٣١)