معقولة بل لكل منا ذات واحده بلا ريب فإذا كنا عاقلين لذواتنا فلا بد ان يكون المعقول منا هو العاقل بعينه فعلم أن هذه الإضافة غير مستدعية للتغاير واما بيان ان الشئ المجرد إذا حضر عنده مجرد فهو يعقل ذلك المجرد وذلك لان المقتضى للعالمية حضور صوره المعلوم عند من له صلاحية الادراك بشرط تجرد الصورة وقد سبق بيان مراتب الادراك بحسب مراتب التجرد وان التجرد التام للصورة الحاضرة شرط كونه معقولا والجوهر المجرد يصدق عليه انه صوره مجرده تامه التجرد عن المادة وآثارها فإذا تحقق الشرطان وهو الحضور للصورة مع التجرد التام فوجب حصول المشروط بهما وكونها معقولة لذاتها فذاتها عاقلة لذاتها فثبت ان كل مجرد عاقل لذاته الطريقة الثالثة ما افاده صاحب التلويحات وذكر انه قد استفاد هذه الطريقة من روحانية المعلم الأول في خلسه لطيفه شبيهه بحاله النوم تمثل له مخاطبا إياه قال شكوت إليه من صعوبة مسألة العلم فقال لي ارجع إلى نفسك فينحل لك فقلت وكيف فقال إنك مدرك لنفسك فادراكك لذاتك أبذاتك أو غيرها فيكون لك اذن قوه أخرى أو ذات تدرك ذاتك والكلام عائد وظاهر استحالته وإذا أدركت ذاتك بذاتك اباعتبار اثر لذاتك في ذاتك فقلت بلى قال فإن لم يطابق الأثر ذاتك فليس صورتها فما كنت أدركتها فقلت فالاثر صوره ذاتي قال صورتك لنفسك مطلقه أو مخصصه بصفات أخرى فاخترت الثاني فقال كل صوره في النفس فهي كليه وان تركبت أيضا من كليات كثيره فهي لا تمنع الشركة لنفسها وان فرض منعها تلك فلمانع آخر وأنت تدرك ذاتك وهي مانعه للشركة بذاتها فليس هذا الادراك بالصورة فقلت أدركت مفهوم انا فقال مفهوم انا من حيث إنه مفهوم انا لا
(٤٥٠)