عاند ليس لأجل نقصانه في الخلقة كالصبيان وبعض النسوان والضعفاء بل لمرض طرء على مزاجه من غلبه المرة السوداء التي يفسد بها اعتدال مزاج الدماغ فعلاجه كعلاج صاحب الماليخوليا وإن كان من القسم الثالث فعلاجه بحل شكوكه وان يؤمر بمطالعة الهندسيات والحسابيات أولا ثم بأحكام قوانين المنطق (1) ثانيا ثم بانتقاله إلى مبادئ الطبيعيات ومنها على التدريج إلى ما فوق الطبيعة وبعد الجميع يخوض في الإلهيات الصرفة وحرام على أكثر الناس ان يشرعوا في كسب هذه العلوم الغامضة لان أهلية ادراكها في غاية الندرة ونهاية الشذوذ والتوفيق لها من عند الله العزيز الحكيم
(٤٤٦)