التي تركنا نقلها مخافة الاطناب بعض مؤاخذات يمكن استنباطها من الأصول التي قررناها فيما سبق الطريقة الرابعة انهم ذكروا ان كل ذات مجرده يصح أن تكون معقولة و هذا مما لا شبهه فيه إذ ما من شئ الا ومن شانه ان يصير معقولا اما بذاته واما بعد عمل تجريد واما الشبهة بان ذات الباري جل مجده غير معقولة للبشر فهي مندفعة بان المانع عن أن تصير ذاته معقولة لنا ليس من جهة ذاته لان ذاته في غاية الوضوح والظهور (1) بل من جهتنا لتناهي قوه إدراكنا وقصورها عن الإحاطة والاكتناه به فلا ندرك منه الا بقدر قوتنا وطاقتنا.
وبما ذكرناه يندفع اعتراض صاحب المباحث ان من زعم أن ماهية الباري تعالى نفس إنيته أمكنه ان يبين ذلك بان يقول حقيقة الوجود متصورا وحقيقة الباري تعالى هو الوجود المجرد عن سائر القيود وإذا كان الوجود متصورا وتلك