العقلية مطابقه للوجود الخارجي بعينه (1) فالذي له سبب فهو لا محاله ممكن الوجود لذاته والا امتنع استناده إلى السبب وقد سبق منا القول بان الجاعلية والمجعولية بين الموجودات ليست من جهة ماهيتها والا لكانت المعلولات (2) كلها من لوازم الماهيات ولكان المبدأ الأول ذا ماهية ولكان العلم بكل ماهية يوجب العلم بكنه الباري جل مجده وبجميع أسباب تلك الماهية ولكان جميع مقومات الوجود مقومات الماهية إذ كان الوجود أمرا انتزاعيا إضافيا عند ذلك والكل محال فكل معلول له ماهية وله وجود فإذا نظرت إلى ماهيته من حيث هي هي فلا يحتاج في تعقل ماهيته الا إلى اجزاء ماهية من جنسه وفصله (3) وإذا نظرت إلى اعتبار كون تلك الماهية موجودة فهي لامكان موجوديتها تحتاج إلى علة مطلقه فالعلم بها من تلك الحيثية مسبوق بالعلم بوجود علة موجبه مطلقه فإنها ما لم تجب بعله من العلل لم توجد و
(٣٩٧)