الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٣٩٧
العقلية مطابقه للوجود الخارجي بعينه (1) فالذي له سبب فهو لا محاله ممكن الوجود لذاته والا امتنع استناده إلى السبب وقد سبق منا القول بان الجاعلية والمجعولية بين الموجودات ليست من جهة ماهيتها والا لكانت المعلولات (2) كلها من لوازم الماهيات ولكان المبدأ الأول ذا ماهية ولكان العلم بكل ماهية يوجب العلم بكنه الباري جل مجده وبجميع أسباب تلك الماهية ولكان جميع مقومات الوجود مقومات الماهية إذ كان الوجود أمرا انتزاعيا إضافيا عند ذلك والكل محال فكل معلول له ماهية وله وجود فإذا نظرت إلى ماهيته من حيث هي هي فلا يحتاج في تعقل ماهيته الا إلى اجزاء ماهية من جنسه وفصله (3) وإذا نظرت إلى اعتبار كون تلك الماهية موجودة فهي لامكان موجوديتها تحتاج إلى علة مطلقه فالعلم بها من تلك الحيثية مسبوق بالعلم بوجود علة موجبه مطلقه فإنها ما لم تجب بعله من العلل لم توجد و

(1) أي متحدة والمراد بالصورة العقلية ذلك الوجود الخارجي كما في الحضوري أو الصورة المعلومة بالذات كما في الحصولي ويمكن ان يراد بالمطابقة ظاهرها أي يكون وضع العقل مطابقا للطبع ففي الواقع كل موجود متقوم بالواجب فيشاهد العقل هكذا ثم إن الاتحاد مع المعلوم بالذات يستلزم الاتحاد مع المعلوم بالعرض بوجه أيضا إذ الماهية الماهية لان الأشياء تحصل بأنفسها في الذهن والوجود الوجود للسنخية سيما ان الصورة مرآة اللحاظ لذي الصورة س ره (2) هذا قد مر في مبحث الجعل وقوله لمكان المبدء الأول الخ للزوم السنخية بين العلة والمعلول فعله الوجود وجود وعلة الماهية ماهية وقد مر أيضا وأيضا المفروض ان الجاعل أيضا هو الماهية وأيضا الأصالة في الجعل متفرعة على الأصالة في التحقيق ولو كان الوجود انتزاعيا لم يكن لايقا بكونه ذاتا لحقيقة الحقائق وقوله ولكان العلم بكل ماهية الخ لان العلة مقومه للمعلول ومقومات الوجود مقومات الماهية كما في التالي واكتناه الماهيات يجوز كما في الحد التام واكتناه الماهيات اكتناه مقوماتهما وأيضا العلم بالمعلول الموجود يستلزم العلم بوجود علته وإذا كان الوجود انتزاعيا كان تحققه تحقق منشأ انتزاعه وهو الماهية فالعلم بوجودها هو العلم بماهيتها حينئذ س ره (3) يعنى ان القاعدة جاريه في الماهية أيضا فإنها أيضا لا تعرف الا بأسبابها الا ان أسبابها أسباب القوام لا أسباب الوجود س ره.
(٣٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 ... » »»
الفهرست