الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٤٠٣
والعلية والمعلولية وللأشياء كينونية عند ذواتها المعلولة وكينونية عند مباديها وأسبابها أقوى من كينونيتها عند ذواتنا وكون الشئ عند جاعله أقوى من كونه مع نفسه لان كونه مع نفسه بالامكان وكونه مع جاعله بالوجوب ونسبه الوجوب أقوى من نسبه الامكان وللجميع كينونه عند مبدأ الكل على وجه أعلى وارفع من كل كون وفي الأدعية النبوية على الداعي بها وآله أكمل الصلوات يا كان يا كينان يا كائن قبل كل كون يا كائن بعد كل كون يا مكون لكل كون فصل في أن الشئ إذا علم من طريق العلم بعلله وأسبابه علما انطباعيا فلا يعلم الا كليا اعلم أن العلم بالشئ قد يكون بصوره مساوية لماهية المعلوم وقد يكون بنفس وجوده كعلمنا بذواتنا وبالصور القائمة بذواتنا وعلم الباري جل مجده بالأشياء عند متأخري الحكماء بصور ذهنية زائدة على ذاته تعالى وكل علم صوري فهو كلي وكذا ما يترتب عليه وينشأ منه ولو تخصص بألف تخصيص فإنه أيضا كلي لا يمنع نفس تصوره من الشركة بين كثيرين فالعلم إذا حصل بالمبادئ والعلل على هذا الوجه فلا بد وان يتأدى ذلك العلم إلى العلم بجميع المعلولات حتى الشخصيات على هذا الوجه الكلى أيضا.
واما بيان ذلك وكيفيته فقد بينه الحكماء القائلون بالعلم الصوري (1)

(1) وعمده مناط قولهم بذلك تصحيح سبق العلم فان المختار لا بد ان يكون فعله مسبوقا بالعلم والمشية وعلى طريقه الاشراق ليس العلم قبل الفعل بل عين الفعل وكأنهم أرادوا اثبات برزخ بين الوجود الواجب بالذات البسيط وبين الوجودات الإمكانية وهو عالم العلم الربوبي وهو صور الكل من الدرة البيضاء إلى ذره الهباء القائمة بالذات الإلهية عن الذات الإلهية لا عن الأشياء حتى يكون علمه انفعاليا فهي عندهم كالبرزخية الكبرى عند العرفاء التي يعبرون عنها بالمرتبة الواحدية ويعنون بها عالم الأسماء والصفات ولوازمها من الأعيان الثابتات س ره.
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»
الفهرست