الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٣٣٩
يوجد فيها معنى من المعاني العقلية كمعنى الفرس العقلي مثلا وقد قررنا ان المعنى العقلي الواحد بالحد والنوع دون التشخص والوضع لا يمكن تعدده بالوجود الا بأمر زائد على معناه وحده فالفرس العقلي الموجود في العقل الفعال والفرس العقلي الموجود في النفس عندما صارت به عقلا بالفعل لا يمكن تعددهما من جهة المعنى و الحقيقة بل من جهة زائدة على الحد والحقيقة فما في النفس وما في العقل الفعال من الفرس العقلي امر واحد وقد مر أيضا ان النفس يتحد بكل صوره عقلية أدركتها فيلزم اتحادها بالعقل الفعال الموجود فيه كل شئ من هذه الجهة لا من جهة ما لم يدركه من العقليات فكل نفس أدركت صوره عقلية اتحدت مع العقل الفعال اتحادا عقليا من تلك الجهة ولما كانت المعاني كلها موجودة فيه بوجود واحد من غير لزوم تكثر فيه وهي مما يصح ان يوجد في أشياء متفرقة فكما لا يلزم من صيرورة تلك المعاني متكثرة الوجود في مواطن أخرى غير موطن العقل كون العقل منقسما متجزيا بسبب وجودها فيه وجودا مقدسا من شوب الكثرة والتجزية فكذلك لا يلزم من اتحاد النفوس الكثيرة من جهة كمالاتها المتفننة بالعقل الفعال تجزيه العقل الفعال ولا يلزم أيضا نيل كل من النفوس كل كمال وكل فضيلة ومن أشكل عليه ذلك فلذهوله عن كيفية الوحدة العقلية (1) وقياسها على الوحدة العددية الا ترى ان الانسان متحد بالحيوان وكذا الفرس والثور والأسد كل منها متحد مع ما يتحد به الاخر ثم لا يلزم من ذلك اتحاد بعضها مع بعض وذلك لان وحده الحيوان وحده مرسله والوحدة المرسلة يمكن فيها اتحاد المختلفات بحسبها وكذلك

(1) فإنها وحده حقه ظلية ألم تر إلى ربك كيف مد الظل فالعقلي الكلى موجود ذو شؤون فكل تعين معقول شان ذاتي له فإذا اتحد العاقل بشأن منه لا يلزم اتحاده بالشئون الأخرى والاتحاد بمعنون لا يلزم منه الاطلاع على عنواناته الا ترى ان النفس علم وقدره وإرادة وعشق بذاته لذاته وغير ذلك وكل نفس يعلم ذاته ولا ينفك عن ذاته ومع ذلك لا يعلم هذه بل كل موجود يعلم الواجب ولا يعلم بالعلم س ره.
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»
الفهرست