للخارج كان عنده جهلا بالمعنى العدمي المقابل لمطلق العلم تقابل العدم و القنية (1) لا بالمعنى الوجودي المقابل لقسم من مطلق العلم تقابل التضاد وهذا من باب المغالطة باشتراك كل من لفظي العلم والجهل بين المعنيين (2) والا لم يكن لما ذكره وجه أصلا بل يؤكد القول بان العلم هو الصورة فقط فان الصورة الغير المطابقة لما في الخارج إذا تحققت في الذهن فلا شبهه لأحد في أنه حينئذ قد تحقق قسم من اقسام مطلق العلم مع أنه ليست هناك اضافه متحققه إلى شئ من الأشياء الخارجية فدل على أن العلم قد يوجد بدون الإضافة فعلم أن طبيعة العلم امر غير الإضافة (3).
ومنها ان اثبات الصورة ان لزم فإنما يلزم فيما لا يكون موجودا في الخارج واما الأمور الموجودة في الخارج فيحتمل ان يكون العلم بها مجرد الإضافة إليها.
والجواب ان الادراك والعلم بمعنى واحد يطلق على اقسام الادراكات كالتعقل والتخيل والاحساس فإذا دلت ماهيته في بعض الافراد على كونه أمرا غير مضاف قد عرضت له الإضافة علم قطعا انه ليس من مقولة المضاف أينما كان.