واما الثاني فهو كلام غامض سنرجع إلى كيفية صدقه أو كذبه نقده أو تزييفه (1) وبالجملة فهو يوجب الاعتراف في ظاهر الامر بأنه ليس الادراك نفس حضور الصورة و اما المذهب الثالث وهو كون العلم اضافه ما بين العالم والمعلوم من غير أن يكون هناك حالة أخرى ورائها.
فهو أيضا باطل لما بين في باب المضاف ان الإضافيات لا استقلال لها في الوجود ولا يتحصل الا عند وجود المتضائفين ونحن كثيرا ما ندرك أشياء لا وجود لها في الأعيان وندرك ذواتنا ولا اضافه بين ذاتنا وذاتنا الا بحسب الاعتبار ولو كان علمنا بذاتنا عبارة عن اضافه ذاتنا إلينا لكان العلم منا بذاتنا غير حاصل الا عند الاعتبار والمقايسة وليس كذلك بل نحن دائما عالمون بأنفسنا سواء اعتبر ذلك معتبر أم لا واعلم أن القائل بكون العلم اضافه عارضه للمدرك إلى المدرك أعني الادراك انما ذهب إليه ليندفع عنه بعض الشكوك الموردة على كون الادراك صوره وغفل عن استدعاء الإضافة ثبوت المتضائفين فلزمه ان ما لا يكون موجودا في الخارج يستحيل ان يكون معلوما ولزمه ان لا يكون ادراك ما جهلا البتة لان الجهل هو كون الصورة العلمية للحقيقة الخارجية غير مطابقه إياها.
واما المذهب الرابع وهو الذي اختاره صاحب الملخص (2) وهو ان العلم عبارة عن كيفية ذات اضافه.