وجود على وجه أعلى وأشرف فاثبات هذه المعاني الجسمية المادية لها من جهة تحقق مبدئها واصلها فيها فان هذه الصور المادية أصنام وقوالب لتلك الصور المجردة واما سلب هذه عنها فلأجل ان تلك الصور اجل وأشرف من أن يوجد بهذه الأكوان الدنية فهذا الحيوان اللحمي المركب من الأضداد والصور الدائرة المستحيلة مثال وظل لذلك الحيوان النفساني البسيط وإن كان فوقه ما هو أعلى منه وهو الحيوان العقلي البسيط الواحد الجامع مع بساطته لجميع الأشخاص والأصناف المادية والنفسانية التي تحته من نوعه وهو مثالها الكلى النوعي وهو الفرس العقلي وهكذا في كل نوع من أنواع الحيوانات وغيرها كما مر في مباحث الماهية والغرض هاهنا بيان ان الصور المجردة المطابقة لهذه الصور المادية كيف يصدق عليها نقائض أنفسها على وجه لا يلزم اشكال التناقض ومبناه تحقيق مسألة الأشد والأضعف وان وجود الشئ إذا اشتد يخرج من نوعه إلى نوع (1) آخر أعلى منه مع أن كل اشتداد يكون امعانا في نوعه الذي كان فيه وفي المثل المشهور ان الشئ إذا جاوز حده انعكس إلى ضده ومن هذا القبيل استكمالات المادة الواحدة كما الجنين إذا كملت صورته الطبيعية تصير صوره نفسانية ثم عقلية فيصدق عليها ما كان مسلوبا عنها ويسلب عنها ما كان صادقا عليها
(٣٠٤)