الاخر بالمحلية واما ثانيا فلاستلزام كون شئ واحد جوهرا وعرضا لان صوره ذاتنا مثل ذاتنا وذاتنا جوهر مستغنى الوجود عما يقوم به فما يقوم به بعد وجوده بالفعل كان عرضا واما ثالثا فلان كل صوره ذهنية فهي كليه ولو تخصصت بألف تخصيص فإنه لا يمنع عن الكلية واحتمال الاشتراك بين كثيرين ونحن نعرف ذاتنا هويه شخصية غير قابله للاشتراك ولأن كل ما يزيد على ذاتنا فانا نشير إليه بهو ونشير إلى ذاتنا بانا فلو كان علمنا بذاتنا بصوره زائدة علينا لكنا مشيرين إلى ذاتنا بهو والتالي باطل بالضرورة فكذا المقدم الوجه الثاني انه لو كان الادراك عبارة عن حصول صوره المدرك فلا شك ان هذه الماهيات مقارنه للأجسام الجمادية مع أن الادراك غير حاصل لها فعلمنا ان نفس حصول هذه الماهيات للجوهر ليس هو ادراكه لها لان نفس الحصول لها لا يختلف في الحالين فان من يدرك شيئا أمكنه ان يدرك ذلك الشئ مع ما يقارنه فان مقارنه صوره السواد والأين والكم لشئ لا يمنع عن كون ذلك الشئ مدركا والا لم يتعلق الادراك بمجموعها ونحن ندرك كثيرا جسما ذا مقدار ذا كيف وأين ووضع وغير ذلك ولو قالوا إن الادراك حصول صوره لما من شانه الادراك لكان تفسيرا للشئ بمثله وهو باطل فعلم أن العلم ليس عبارة عن الصورة الحاصلة.
فان قيل نحن نقول التعقل عبارة عن حضور صوره مجرده عن المادة عند موجود مجرد عن المادة.
فيقال هذا أيضا باطل لان التعقل حالة ثبوتية والتجرد عن المادة مفهوم سلبي فيستحيل ان يكون المعنى السلبي داخلا في حقيقة الامر الثبوتي الذي هو التعقل لان الامر الثبوتي لا يتقوم بالسلبي فبقي ان يقال إن التعقل هو نفس حضور الشئ وثبوته أو حالة أخرى ولكن لا يتحقق تلك الحالة الثبوتية الا عند التجرد عن المادة سواء قيل إن تلك الحالة وحدها هي الادراك أو قيل إن المجموع الحاصل من الحضور ومن تلك الحالة هي الادراك فنقول اما الأول فقد مر بطلانه