ما علمنا تجرد شئ علمنا كونه علما بشئ وليس كذلك بل بعد العلم بكون الشئ مجردا عن المواد يجوز الشك لأحد في كونه علما أو عالما بذاته أو بغيره الا بعد البرهان ولهذا أقيم البرهان على أن كل مجرد عقل وعاقل ومن الممتنع ان يكون معنى واحد مجهولا ومعلوما في زمان واحد.
وثالثها ما أشرنا إليه أولا من انا نجد من أنفسنا من جهة كوننا عالمين حالة ثبوتية متميزة عن سائر أحوال النفس كالإرادة والقدرة والخوف والشهوة والغضب وغير ذلك فظهر من هذا ان الادراك للشئ ليس مجرد العدم.
واما المذهب الثاني وهو كون العلم عبارة عن صوره منطبعة عند العاقل فمندفع أيضا بوجوه ثلاثة.
الأول انه لو كان التعقل هو حصول صوره في العاقل لكنا لا نعقل ذواتنا و التالي باطل بالضرورة الوجدانية فالمقدم مثله وجه اللزوم ان تعقلنا لذواتنا اما ان يكون نفس ذواتنا أو لا بد من حصول صوره أخرى من ذاتنا في ذاتنا وكلا القسمين باطل اما الأول فلان تعقلنا لذواتنا لو كان (1) نفس ذواتنا لكان من علم ذاتنا علم كوننا عاقلين لذواتنا وكذا من عقل الأشياء التي هي عاقلة لذاتها لزمه ان عقلها عاقلة لذواتها بل كان عقله إياها عقل عقلها لذاتها وليس كذلك واما الثاني فهو أيضا باطل اما أولا فلان تلك الصورة لا بد وأن تكون مساوية لذاتنا فيلزم اجتماع المثلين أو كون أحدهما حالا والاخر محلا مع عدم رجحان أحدهما بالحالية و