ومنها ان ادراك السواد لو كان عبارة عن حصوله لشئ فقط لكان الجسم الأسود مدركا (1).
والجواب ان مطلق الحصول غير كاف في المدركية بل حصول صوره مجرده عن المادة الوضعية (2).
ومنها انه لو كان معنى الادراك بعينه حصول صوره مجرده لكنا إذا علمنا موجودا قائما بذاته علمنا كونه عالما من غير حاجه إلى برهان مستأنف ولكنا إذا علمنا موجودا غير جسماني وجدت له صوره السواد قطعنا بكونه عالما به وما كنا بعد علمنا بان الله تعالى غير جسم ولا جسماني نحتاج إلى برهان في كونه تعالى هل يعلم ذاته أم لا وهل العلم بذاته عين ذاته أم امر يزيد على ذاته.
أقول العلم ليس عبارة عن نفس مفهوم الصورة المجردة لأمر حتى يكون إذا تصورنا ذلك المفهوم للشئ جزمنا بحصول العلم له بل العلم عبارة عن نحو وجود امر مجرد عن المادة والوجود مما لا يمكن تصوره بالكنه الا بنفس هويته الموجودة (3) لا بمثال ذهني له فذلك الوجود لو فرض حصوله في عقلنا لم نشك حينئذ في كونه عالما بذاته وعالما بما حضر عند ذاته ولا يحتاج حينئذ إلى برهان.
ومنها انه إذا كان تعقل ذاتنا نفس ذاتنا (4) فعلمنا بعلمنا بذاتنا إن كان