وكذا علمنا بعلمنا بذلك العلم صوره زائدة على هويتي العلمين الأولين وهكذا إلى أن ينقطع الاعتبار والتصور ولا يلزم من ذلك اجتماع المثلين في مرتبه لما مر مرارا من أن الوجود سواء كان عينيا أو ذهنيا لا مثل له ولا صوره علمية يطابقه بعينه وبهويته فنحن إذا علمنا هويتنا الشخصية الوجودية بعلم زائد فذلك العلم عرض قائم بوجودنا وهو امر مغاير لوجودنا غير مماثل لنا وكذلك الحال في العلم بكل علم (1) لان كل علم هو نحو من الوجود ولا يمكن نيله الا بنفسه لا بصوره أخرى فالعلم بكل وجود وتشخص لا يمكن الا بوجه كلي عام.
ومنها انا نعلم أن المبصر هو زيد الموجود في الخارج والقول بأنه مثاله و شبحه يقتضى الشك في الأوليات.
وأجاب عنه ذلك المحقق بان المبصر هو زيد لا شك ولا نزاع فيه واما الابصار فهو حصول مثاله في آله المدرك وعدم التميز بين المدرك والادراك منشأ هذا الاعتراض.
أقول الحق عندنا (2) ان ما به الابصار والمبصر بالحقيقة هو شخص مثالي موجود في الأعيان لا في الاله البصرية كما سنوضحه في مقامه إن شاء الله تعالى فهذه جمله من مذاهب المنتسبين إلى الحكمة في باب العلم وما يرد على كل منها فالآن نكشف قناع الاجمال عن وجه الحق الذي أومأنا إليه ونشيد قاعدته