له لشئ (1) وشئ من اجزاء الجسم المتصل ولو بحسب الوهم لا يحمل على الجسم ولا الجسم يحمل على شئ من تلك الأجزاء مع أنه حاصل الهوية من اتصال تلك الأجزاء وكماله بزيادة ذلك الاتصال في تماديه وما كمال الشئ يوجب زواله فكيف يكون في نفسه موجودا مستقلا وبالجملة الجسم حقيقة افتراقية في وجودها قوه عدمها (2) وفي عدمها قوه وجودها فوجود كل فرد منه كالذراع مثلا عين عدم فرد آخر أو ضده ففيه قوه زوال نفسه وهذا غاية ضعف الوجود لشئ حيث وجوده يوجب عدمه وهو كالكثرة في ضعف الوحدة فان وحده الكثرة عين كثرتها لشئ والفرق بين الهيولى الأولى وبين الجسم في نقص الوجود ان الهيولى بعينها قوه صرفه لوجود الأشياء الكثيرة واما الجسم ففي وجوده قوه عدمه فما هذا شانه يوجد بتمامه لذاته وما لا يوجد بتمامه لذاته لا يناله شئ آخر والنيل والدرك من لوازم العلم فلا علم لأحد بشئ من الجسم واعراضه اللاحقة الا بصوره غير صورتها الوضعية المادية التي في الخارج لان تلك الصورة بعينها إذا حصلت لشئ كان ذلك الشئ اما مادتها التي هي محلها أو الامر الذي يحلها أو الامر الذي يحل معها في محلها وحكم الجميع كحكم الصورة الجسمية الخارجية في أن لا وجود لها لذاتها وليس لشئ منها عند شئ وجود الا بحسب أطرافها ونهاياتها ونهاية الشئ خارجه عن ذاته والادراك يتعلق بذوات الأشياء واجزائها الداخلة فعلم مما ذكرنا ان أصل الوجود لا يكفي في كون الشئ مدركا ومنالا لشئ يدركه و يناله ذلك الشئ بل وجودا غير ذي وضع بالمعنى الذي هو من المقولة فالوجود
(٢٩٨)