بل من جنس آخر من جمله الأجناس الأربعة التي هي تحت مقولة الكيف فان صوره الحرارة القوية الموجودة في آله اللمس ليست ملموسة والا لأحس بما في آله لمسه غير هذا اللامس (1) وكذا صوره الطعم كالحلاوة الشديدة التي أدركها الانسان باله الذوق كجرم اللسان ليست من المطعومات الخارجية الموجودة في جرم اللسان والا لكانت مذوقة كذلك لمن اكل ذلك اللسان فرضا بل ليست صوره شئ من هذه الأمور التي هي حاضره عند الحواس الا من الكيفيات النفسانية التي هي من صفات النفوس لا صفات الأجسام فالحرارة الذهنية ليست من جنس الحرارة الخارجية والا لكانت محرقة بل هي كيفية نفسانية وكذا البرودة الذهنية واللون الذهني والحروف والأصوات الذهنية كحديث النفس لو كانت من الكيفيات المسموعة لما وجدت الا قائمه بالهواء المقروع أو المقلوع ولكان حديث النفس مسموعا لكل صحيح السمع غير موقور الصماخ فهذه الأمور مما ينبه الانسان على أن
(٢٨٢)