وهي ان وجود الشئ (1) الواحد الزماني أو عدمه اما ان يكون دفعيا بان يحصل أو يعدم دفعه في آن يختص به فان استمر (2) كان ذلك الان أول آنات حصول الوجود أو العدم وان لم يبق (3) كالأمور الآنية كان مجرد ذلك الان لا غير ظرف الحصول واما ان يكون تدريجيا بان يكون الشئ الوحداني له هويه إتصالية لا يمكن ان يتحصل الا في زمان واحد متصل على سبيل الانطباق عليه ويعبر عن ذلك بالحصول على سبيل التدريج ولا يلزم ان يكون حصول ذلك الشئ حصول أشياء كثيره في اجزاء ذلك الزمان لأنه من حيث هويته ليس بملتئم عن أشياء كثيره بل هو شئ واحد من شانه قبول القسمة إلى اجزاء فهو قبل عروض القسمة ليس الا شيئا واحدا منطبقا على زمان واحد ولا يكون لذلك طرف يوجد هو فيه لان وجوده ممتنع الحصول في طرف زمان أو حد من حدوده بل واجب ان يحصل مقارنا لجميع ذلك الزمان و اما بعد عروض القسمة فيكون حصول اجزائه في اجزاء ذلك الزمان شيئا بعد شئ فهذا الحاصل أعني ما يكون له حصول واحد تدريجي لا يكون له آن ابتداء الحصول بل ظرف حصوله انما هو الزمان لا طرفه واما ان يكون زمانيا (4) بان يكون حصول الوجود أو العدم في نفس الزمان لا في طرفه ولا فيه على سبيل الانطباق عليه إذ لا يكون للشئ الحاصل هويه إتصالية ينطبق على الزمان بل انما يختص حصوله بذلك
(١٦٧)