الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ١٤٣
ومنهم من جعله جوهرا جسمانيا هو نفس الفلك الأقصى (1).
ومنهم من عده عرضا فجعله نفس حركه (2).
ومنهم من جعل حركه الفلك زمانا دون سائر الحركات.
(1) قال الشيخ في الطبيعيات وابعد من هذا كله ظن من ظن أن الزمان هو الفلك بقياس من موجبتين في الشكل الثاني على أن إحدى المقدمتين فيه كاذبة وهي قوله وكل جسم في فلك فإنه ليس كذلك بل الحق ان كل جسم ليس بفلك هو في فلك بخلاف الزمان فإنه فيه كل جسم أقول لعل مراد الشيخ ذكر مادة القياس لا صورته إذ يصير من الشكل الثالث كما لا يخفى فصوره القياس التي هي مراده ان الزمان فيه الأجسام والفلك فيه الأجسام وحينئذ يرد عليه بعلاوة ما ذكره الشيخ ان الوسط غير مكرر لان كلمه في استعمالها في الموضعين مختلف كما لا يخفى س ره (2) قال الشيخ حجتهم ان حركه شئ مشتمل على ماض ومستقبل وكل ما هو كذلك فهو الزمان وردها بمنع الكلية كالطوفان والقيامة بل ما هو كذلك بالذات فهو الزمان.
أقول وأيضا علمت أن حركه كالجسم الطبيعي والزمان كالتعليمي فما لم يعتبر مقدارها لم تتجز ولم تنقسم إلى ماض ومستقبل قال الشيخ قالوا ونحن انما نظن أنه كان زمان إذا أحسسنا بحركة حتى أن المريض والمغتم يستطيلان زمانا يقتصره المتمادي في البطر لرسوخ حركات المقاسات في ذكر هذين وانمحائها هذا عن ذكر المتلهي عنها بالبطر والغبطة ومن لا يشعر بالزمان كأصحاب الكهف أقول الكلام منهم في غاية الوهن لأنا إذا أدركنا الزمان كما أحسسنا بأشياء أخرى كثيره ومن لا يشعر بالزمان حيث لا يشعر بالحركة كذلك لا يشعر بأشياء أخرى كثيره فليكن الزمان تلك الأشياء قال فهذه هي الأقوال السابقة قبل نضج الحكمة في امر الزمان وكلها غير صحيح س ره.